2009/06/04

روزنامة ألم ـ الجزء الأول



[ 1 ]





.~.~.~.~.~.~.


لا خلص كل الكلام اللي ما نخجل نقوله ..
ما بقى إلا اللي [ ما بين السطور ] ..

كلمات : تركي


.~.~.~.~.~.~.






ـ عبدالعزيز .. ممكن أسألك سؤال ؟!
ـ لأ .. !
ـ لا جد .. ممكن و الا لا ؟!
ـ قلت لك إذا تبين تسأليني أي شي لا تشاورين !


لحظة هدوء .. لحظتين .. ثلاث ..

ـ بتسألين و الا ؟!
ـ تحبني ؟!


لحظة .. ثنتين .. ثلاث .. أربع ...

ـ عزيز .. أحبك !
ـ طيب ثواني و أرجع أدق عليك .



إحساس دافئ .. لا لا ..
كان أشبه بقلبي يتفتح بعد انقباضة متصلبة طويلة الأمد ..
و سيل من النبضات الساخنة تنتشر في بقية أرجاء جسم .. لتوقض على إثرها كل خلية غافية ..
شعور ألذ من طعم الألم .. و حرارة شابهة قرس الزمهرير في أجواء مدينتي ..

أغمضت عيني علي أغفو من واقعي ..
أو أنتفض من خيالي .. و لكن ..

ياه ! .. كم حاولت مراراً و تكراراً .. و دعوت ربي سراً و جهاراً ألا أقع في مأزق هذا الكلمة ..
حتى أراد الله لدعواتي أن تكف بها الأقدار أو تخزن كرصيد لي يوم ألقاه ..
و كلي رضا.. !

استمر سيل الدماء المتفدقة إلى قلبي ..
و كأنها نسيت طريقها إلى عقلي لتعينه على تحكيمه و اتخاذ القرار الصائب في كيفية الرد .. !
استشرت أذني التي سمعت صوتها و كلامها و روعة ضحكتها فشارت علي بالموافقة ..
و استشرت قلبي فقاطعني بالموافقة .. و لكن عقلي ما برح يحذرني من مغبة المستقبل .. فعصيته ..

ـ ألو ..
ـ أهلين ..
ـ يارا .. بسألك كم سؤال قبل لا أجاوب .. بس تجاوبين بصراحة ؟!
ـ طيب .
ـ تدرين إني ما راح أتزوجك ؟!
ـ أدري .
ـ تدرين انو ممكن يجي اليوم اللي نتزاعل فيه و نترك بعضنا كله بسبب مشاكل الحب و بنتعب .. !
ـ أدري .. بس والله يا عبدالعزيز تعبي الحين بمجرد التفكير فيك أشد من اللي راح ألقاه بعدين .. و الله يا عزيز فكرت في الموضوع من كل النواحي .. أحبك !

ـ طيب قبل لا أرد عليك أبقول لك : [ الحب أكبر منا ] .
ـ طيب عادي .
ـ ........................... و أنا بعد أحبك .


لااااااا !! صرخ عقلي و كأني بصوته يدوي في أذني .. و قلبي يرقص على إيقاعات نبضه المتسارعة ..
حتى لم أعد أذكر من حديثي معها إلا الضحكات التي خرجت مني من غير مقصد .. أو أسلوبها الذي بات منفتحاً أكثر ..
و كأنها تقول : [ خلاص عزّوز صار حبيبي .. أسوي اللي أبي ..! ] ..
أغلقت جوالي قبيل الفجر بعد مكالمة دامت الساعة و النصف تقريباً و ما زال صدى صوتها يتردد في داخلي ..
صوتها المخمور ببحة خفيفة .. تجملها مخارج حروفها و نطقها لاسمي الذي كان محط نظر في مضى ..
فمنذ مكالمتنا الأولى و هي تسألني : [ متى تقول لي اسمك الحقيقي ؟! والله انك كذاب .. اسمك مو عبدالعزيز ] ..
و كنت أسألها من باب الدعابة أنا أيضاً نفس السؤال ـ بيني و بينكم ما كان دعابة .. أجل فيه وحدة اسمها يارا .. ! ـ .

رجعت بي ذاكرتي إلى أول لقاء جمعني بشخصيتها .. كنت في نظرها من المغضوب عليهم .. و كانت في نظري مجرد أنثى !
لا أرى فيها من دواعي الإثارة أو الجذب سوى كونها تنتمى لفئة الإناث ..
و أنا في المقابل أعتبر الشخص المغرور المتكلف في أسلوبه و المتعالي في حركاته .. !
مرت الأيام .. حتى حصل بيننا ـ من غير مقصد ـ احتكاكاً نتج منه نقاش .. فجدال ..
أعقبه محاولات متكررة منها لكي توقع بي ف شراك مكرها و تفضح شخصيتي المبتذلة ـ على حد تعبيرها ـ ..
فما كان منها إلا أن وقعت في شباك [ شخصيتي المبتذلة ] .

أحببت فيها كل شي ..
صراحتها في نقد الأشياء حتى و إن كانت صراحتها لا تتوافق مع آراء الأغلبية .. فمن منظورها الغريب أن سعادتها في صراحتها ..
و كأن العالم بأسره لا تجرحه هذه الصراحة .
أحببت فيها طفوليتها و عبثها و عفويتها .. و حبها لـ [ معاندة ] الاطفال ..
فهم في نظرها كائنات غير مكتملة .. يجوز اللعب بهم و إجراء التجارب عليهم حتى يكتمل نضجهم ..
أحببت فيها غرابتها ..
فهي الأنثى الوحيدة التي أعلم أنها تابعت برنامجاً كاملاً عن الدستور الكويتي !
و التي تحب أن تشاهد الحوارات التلفازية و تفهمها لتجد فرصة للمشاركة ثم انتظار الإعادة لتسمع صوتها بلا خجل .. لمجرد أن تضحك ..
أحببت فيها أنانيتها ..
فهي ترى الكون جميلاً حينما تكون [ هي ] في سعادة .. و لو كان غيرها في تعاسة ..
فكوني داخل دائرة سعادتها فهذا الشعور بحد ذاته يعميني عن سلبياتها .. !

تذكرت صوتها الذي طالما كنت شديد اللهجة عليها بألا تتمايع بأسلوبها .. و هي تحلف بكل ما أوتيت من قوة أن هذه هي طريقة كلامها و هذا هو صوتها من غير تكلف .. !
و بمجرد أن يقتحم أخاها الصغير غرفتها حتى يظهر المارد بصوته الأجش من حيث لا أعلم !
ثم تعود لصوتها الناعم فور خروجه بقدرة قادر !

ترجيتها كثيراً أن تغني لي لو مقطعاً بسيطاً من أغنية .. سواء أكان إهداء أم لم يكن ..
فلا أجد منها سوى الرفض و : [ صوتي والله شين ] .
حتى أنزل الله سكينته عليها و غنت .. و فور انتهائها .. أعقبها عدة لحظات انتظرت رأيي .. : [ شوفي يارا من غير مجاملة .. والله شين .. ! ] .

و مع كل هذا الحب .. لم أضمر في قلبي لها الحب بمعناه الحقيقي !


قرع على باب غرفتي أيقظ ما تبقى في جسدي من خلايا ناعسة .. : [ يالله الصلاة !! ]

توضأت بكل تأني ..
و ها هي المياة تسري على جسدي الذي لم ينتبه لنعومتها قط ..
و كأنها قطعة من قماش فستانها الحريري تمسح على ظهر كفيّ بكل حنية .. و تقبّلها ..


أكملت وضوئي و توجهت بلا خجل من ذنبي إلى بيت ربي .. و صليت ركعتين أو أكثر .. تزيد و لا تنقص ..
كان نصيبها الأكبر [ عنها ] .. و ما تبقى منها تقاسمه الاستغفار و النفث عن شمالي .. !
خرجت من المسجد على عجل .. و كأني أساق عنه إلى شيء أفضل ..
فكل شي يعينني على التواصل معها يكون أجمل !
أدرت محرك سيارتي و توجهت بعيداً بعيداً عن حدود مدينتي .. بعيداً !
و فكري شارد بها و بحبها ..


ياه ! أشهر ليست بالقليلة منذ أول تواصل بيني و بينها ..
و مع ذلك لم أكن أتوقع أبداً أن تكنّ لي هذه المشاعر أو أن نصل بعلاقتنا إلى هذا المنعطف الجميل ..
جميل ؟!
ياه ! كم أنت بسيط في تغيير قناعاتك التي عشت على أساسها و التي ناضلت من أجلها العديد من [ الأشناب ] .
بكل بساطة .. استطاعت بكلمة واحدة أن تزعزع شخصية رجل .. فقط : [ أحبك ] .

صوتي ؟! شكلي ؟! أسلوبي ؟! ظرافتي ؟!
ما الذي شدها فيني لتحبني ! و تخترق حاجز الخجل و الكبرياء لتبوح لي بخافي مشاعرها تجاهي !

لا أعلم .. و لا يهمني أن أعلم طالما كانت لي و أنا لها ..
و لكن المدة لن تدوم .. و كيف تدوم و كل حب كان قبل الزواج لا يدوم !

و من قال أنها قاعدة صحيحة ؟! فليست حديثاً نبوياً و لا آية في كتاب الله يقف على أثرها و يستدل بها .
فما هي إلا قاعدة بنيت على أسس غير متينة من علاقات كان أصحابها السبب الرئيسي في فشلها .

فكما قالوا : لكل قاعدة شواذ ..
فأنا و يارا هو ذاك الشذوذ في تلك القاعدة .

لا أريد أن أناقش قلبي بعقلي .. فعقلي قوي الحجة و سريع البديهة و حاضر الذهن ..
و قلبي ليس إلا مضغة طاهرة عفة .. لا حجة له و إن كان الحق معه ..

حبها يكفيني .. و يشغلني عن الخوض في تلك [ الوساوس الشيطانية ] .
انتباني شعور مفاجئ سيطر على كياني بضرورة الاتصال بها .. حتى ردت .

ـ يارا .. أحبك .
ـ و أنا بعد .




لم استطع في تلك الليلة .. أقصد في ذلك الصباح النوم ..
فعلى ما يبدو لي أن السهر قرر السهر معي ليرى ما ستؤول إليه الأمور ..
فاستحدثت على أثر ذلك فكرة تشغلني حتى النعاس ..
قررت أن أكتب رسالة ورقية مني موجهة إليها ..
أقوم بوضعها تحت وسادتي كل ليلة .. و أرد عليها في الليلة التي تليها على لسانها .. ثم أضعها تحت الوسادة !







إنتي مثلي ؟!


مني .. إليك



حبيبتي .. حبيبتي .. حبيبتي ..
والله حلوة هالكلمة عليك !! خصوصاً لما تطلع من بؤي ..
لا صدق .. ودي أشوف انتي زيي و الا لا ..
لأنو لو لا خلاص انا بانسحب من الحين .. و لا ابوه لا أبو الحب !
حبيبتي .. من قلتي لي انك تحبيني و انا قلبي يدق بقوة ! و احس بحرارة فصدري مدري من ايش ؟!
انتي زيي ؟!
قولي لي من بدري إذا زيي و الا لا .. عشان اذا موب زيي الحق على نفسي و اخذ لي موعد لقلبي ..
تخبرين اليومين ذي الواحد يحتاج قلبه ..
و الا تهون سالفة القلب ..
احس انو ما فيني نوم مرة مرة و الساعة الحين 7 الصبح !!
لا يكون نبي نبتل على هالشغلة !!
والله وراي جامعة و أهل و أصدقاء و عالم تحبني يبيلي أرحمها و أعطيها وجه .. = (
الا صح .. انتي زيي سهرانه و الا بسابع نومة ؟!
طيب اذا سهرانه دقي !! عالأقل كول مي !! طيب دقي و قفلي !! خلاص ما يخالف رنة على حسابي ..
المهم أسمع صوتك و اخليك تغنين لي .. و ربي راح اجاملك و اقول حلو ..
انتي زيي اليوم صليتي و لخبطتي و سجدتي سجود السهو ؟!
الا على طاري لخبطتي تصدقين اني ناسي والله انا متوضي و الا لا ..
يحووول .. ابقوم اصلي مرة ثانية ..
تصدقين جاني النوم فجأة ! اخاف اتوضى و يطير النوم .. الله العالم اني كنت متوضي ..
اجل تصبحين على خير .. لحظة لحظة ..
أحبك


شيء من الهامش :
ـ تتكون من ١٠ أجزاء
ـ موعدي معكم كل خميس