2009/07/23

إلى متابعي الروزنامة

قبل أن أشرع في " الثرثرة ” و سرد تفاصيل الكلام .. أود أن أتقدم بخالص
الشكر و التقير لكل من تابع الروزنامة فصلاً فصلاً .. سواء كانت متابعة جلية
واضحة بتعقيباتها في مدونتي .. أو من تواصل معي عن طريق البريد الالكتروني ..
أو تلك الفئة التي آثرت المتابعة بصمت !

أشكركم كل الشكر .. و كل المحبة أحملها إليكم في أصدق باقة ..







كانت تلك غالبية الرسائل التي وصلتني على بريدي الإلكتروني .. و المضحك حقاً
هو مراسلة أحد الأشخاص لي ببريد إلكتروني معنون باسم [يارا] و بعض أرقام
يطلبني الرجوع إليه .. و أنه يحبني و لم يطق فراقي !


القصة يا أحبتي كتبتها قبل إدراجها في المدونة بعدة شهور .. كانت
رسالة قدمتها لكل شاب له علاقة مع شابة .. و ذلك لما رأيت من تفشي هذه الظاهرة
حتى شعرت بواجبي تجاه هذه القضية .. فاستخدمت قلمي و أسلوبي .. 


لا أنكر أبداً استخدامي لوقائع عشتها .. كسفري مع والدي إلى جنوب أفريقيا ..
و استخدام بعض الألفاظ و الحوارات التي عاشها أطراف أعرفهم .. و لكنها كسياق
في القصة لم تحدث .. فأنا دمجت بين الحقيقة و خيال السرد .. و " تشويش " الهدف ..


من ضمن القائمة التي تصلهم تدويناتي على البريد الإلكتروني هي أمي .. و كانت
من أشد المتابعين لهذه القصة .. محاولة ـ زعما منها ـ " قفط ” وضعي ! =)

[ يمه و ربي السالفة ما صارت .. ارقدي و آمني ]

نعم .. كثير من الصفات التي أعشقها في الأنثى ألبستها يارا .. و الأكثر هي
شخصيتي التي لبسها عبدالعزيز .. و أسلوبي في الحديث و مقاطعة المتحدث !

أردت أن يكون نصي في هذه القصة بعيداً عن النصوص التقليدية أقرب
إلى واقعنا السريع .. و القريب من " الوناسة " الشبابية ..

أعتذر لكل شخص استعجل في الحكم على هدفي من القصة .. و أود أن أقول لهم :
[ اركدوا الله يهديكم ] =)

أعود لأشكر الجميع ..

روزنامة آلم ـ الجزء العاشر "الأخير"

[ 10 ]





هكذا رحلت [ يارا ] .. و هكذا رحلتُ أيضاً ..
تاركين خلفنا قصة حب وئدت .. و عشق أغتيل في أوج عطائه ..
علمنا أن السعادة لا تدوم .. و المحبة ما هي إلا تقديم مصلحة من تحب على رغباتك و هوى نفسك ..
فابتعدنا حتى ارتاحت أجسادنا .. و اطمأنت قلوبنا ..


أعود بذاكرتي بين الحين و الآخر إلى مرفأ الذكريات الذي جمعني بـ [ يارا ] يوماً ..
فاستنشق من هوائه العذب بعض أنفاسٍ تسلي خاطري ..
و أحمد الله أن وفقني لما أقدمت على فعله ..

علمت أن حبي لـ [ يارا ] كان صادقاً لحظة ابتعادي عنها ..
و أن ما كان يربطني بها قبل ذاك ما هو إلا طيش صبية أعمتهم الحاجة إلى الاهتمام ..

توقفت على ممرات الماضي كثيراً .. و في كل موقف يستحوذ علي شعور بالندم على زلات لم أتنبه لها ذيّاك الزمن .. !
فكم أخطأت في حق نفسي و غيري حينما أسلمت نفسي لقلبي بكل بساطة ..
مزقت رسائل الماضي .. و أبدلتها برسائل اعتذار إلى كل من أساءت له علاقتي بـ [ يارا ] ..
أولئك الأشخاص الذين يقفون في العتمة خلف الكواليس .. فابتدأت بأمي ..


يا أمي الحنون .. أعتذر إليك عما بدر مني في كل شيء ..
أعتذر إليك عن إعراضي لتوجيهاتك و نصائحك التي شكلت دستور حياتي ..
أعتذر إليك عما آلت إليه نفسي من ذنوب بعد أن زرعت فيني من تربيتك جذور الأخلاق و الدين ..
أعتذر إليك عن كل يوم أبعدتني فيه [ يارا ] عنك .. و عن مجالستك .. و شرب القهوة معك ..
أعتذر عنك عن الليالي التي نمت فيها من غير أن أقبل رأسك الطاهر لأحادث [ يارا ] على جوالي ..
أعتذر لك عن كل لحظة أغنتني [ يارا ] فيها عن حنانك و عطفك .. و حضنك الدافئ ..
أعتذر لك عن تقصيري في البوح لك .. و مصارحتك عن كل ما مر في حياتي من أخطاء ..
أعتذر لك عن تلك الليالي التي احتجتني فيها لأكون عضدك الذي يقويك على قسوة الدهر .. لحاجة [ يارا ] لي حينها ..
أعتذر لك أن كنت أقل بكثير من أن أبلغ طموحاتك و آمالك التي علقتها فيني يوماً ..
عن كل يوم لم أستحق الثقة التي أعطيتنيها ..
عن كل زلة .. و هفوة .. و تقصير .. و إجحاف لفضلك .. أعتذر !



إلى أم [ يارا ] ..
أعتذر عن كل يوم دنس هواي بياض البراءة في ابنتك ..
أعتذر إليك عن استغلالي لها فترة ابتعادك عنها ..
و أعاتبك أيضاً أن كنت السبب في وقوعها في شراك حبي بسبب انشغالك عنها و تقصيرك في حقها !


أعتذر إلى أبي .. عن كل شيء ..
عن كل وسائل العيش التي وفرها لي فأسأت استخدامها .. و قابلت جميله بالنكران !


إلى كل من كنت شخصاً مهما في حياته ..
إلى كل من نظر إلي نظرة خاصة .. و عقد آمالاً و تطلعات على شخصي ..
أعتذر عن الخذلان .. و أعتذر ألم أكن ذلك الشخص الذي أرادوا لي أن أكون ..


أعتذر إلى أخوة [ يارا ] .. عن تجاوزي لحدود الدين و التقاليد مع أختهم ..
عن كسر حاجز الغيرة و العربية التي أحاطوا أختهم بها .. و عن كل لحظة قضتها معي ..
و أعاتبهم على تقصيرهم في حقها .. و عدم ملء الفراغ التي ظلت تكتنفه في جوفها ..


أعتذر إلى زوجتي .. أن شاركت [ أحبك ] مع أحد غيرها ..
و أن كل موقف سيجسد في المستقبل معها .. قد جُسّد في الماضي مع غيرها ..
أعتذر إليها من خيانتي لها حتى و لو لم تربطني بها علاقة بعد ..
أعتذر لها عن ظني بأن الحب هو ذلك الشيء الذي استشعرته مع [ يارا ] .. !


أعتذر إلى [ يارا ] .. تلك الأنثى التي نظرت إلى الجانب المشرق مني فزادته إشراقاً ..
و إلى مساوئي .. فساعدتني على تخطيها ..
إلى تلك الأنثى التي تعودت سماع صوتي حتى ألفته .. ثم ألزمتها الخروج من محيطي .. فكانت أقوى مما أظن ..
إلى تلك الأنثى التي شاركتني أفراحي .. و أحزاني .. و همومي .. و أيامي ..
إلى تلك الأنثى التي سَلَّمَت أمرها إلي فلم أحسن تدبير أمورها .. و جذبتها معي إلى قعر سحيق ..
إلى تلك الأنثى التي لوثت طهارتها .. و قتلت براءتها .. و ساعدتها على فعل الحماقات ..
أعتذر أن كنت يوماً جزء من حياتك .. بالفعل .. لما يكن ذلك الحب حباً !


أعتذر إلى نفسي و عقلي .. على رضوخي لطلبات قلبي و احتياجه ..
فأنا أعقل من أن يسوقني قلبي إلى ارتكاب الزلل .. و الوقوع في الخطأ ..
أعتذر إلى نفسي حينما سقطت بعيداً عن احترامي لذاتي و معتقداتي ..

أعتذر و أعتذر .. إلى كل من كنت له قدوة في هذا المسلك الخاطئ ..
فقد علمتني علاقتي بـ [ يارا ] أن ما يسبق الزواج ما هو الا طيش لا يمت إلى الحب بصلة ..
فاختلاف المقاييس و المعايير تجعل الفارق عظيم .. فلا مقارنة بين ما أحل الله و حرم !


علمتني [ يارا ] أن من أراد الشفاء لا بد له من تذوق مرارة الدواء ..
و أن احتلاك الليل ما هو إلا دليل لقرب طلوع الفجر !

علمتني [ يارا ] أن من أراد نسيان الماضي .. يجب عليه أن يعقد العزم و يبدأ بالتناسي ..
فلن يستطيع النسيان من يعود ـ بملئ إرادته ـ إلى شاطئ الذكريات !


علمتني علاقتي بـ [ يارا ] أن من أراد التوبة عن هذه الغلطة يجب أن يغير ذاته أولا ثم يعزم على الترك ..
يغير كل شيء يستطيع تغيره .. أكله و شربه و نومه و لبسه .. و كل شيء يربطه بماضيه ..

علمتني [ يارا ] أنه من أجل التجاوز .. لا بد من الاختلاط بالناس .. و ملئ ساعات الفراغ بما يشغل الذهن و التفكير ..
لا بد من خلق جو السعادة قدر المستطاع حتى تنسى حزنك الدفين في خبايا الماضي ..


هكذا علمت يارا .. و هكذا علمتني ..


عبدالعزيز



تمت .

روزنامة آلم ـ الجزء التاسع


[ 9 ]





.~.~.~.~.~.~.



لا تحسب فراقك سهل ..
و ما أثر بحالي .. !
لا تحسب الدمعة تهل
منّي على الخالي ..
[ كان ] ودي أتحاشى .. وقلت :
" مابي أنفعل " !
لكن بلحظة وداعك ..
ما قدرت أنا أحتمل !!
قلت :
" لازم أتظاهر إني قدامه سعيدة "
لكن ايدي عاندتني ..
و ارجفت و هيا في ايده !!
خوّنَتَ فيّا ايديني ..
وكملتها دموع عيني ..
و فضحوني يا حبيبي ..
و بينوا .. ضعفي و حنيني .. !
حاولت أودعك و أنا مبتسمة ..
حاولت أبين [ ماني مهتمة ] ..
لحظة وداعك ..
مابي أعطيها اهتمام !
حاولت أودعك ..
واختصر حتى .. الكلام !
والصبر ضاع .. وتلاشى ..
و ما قدرت أنا اتحاشى !!

[ كان ] ودي أتحاشى ..
[ كان ] ودي أتحاشى ..
وقلت مابي أنفعل ..
لكن بلحظة وداعك ماقدرت أنا احتمل ..

آه يا حالي


كلمات : مجهول


.~.~.~.~.~.~.




.~.~.~.~.~.~.



ـ ..................
ـ .......
ـ .........
ـ ...............






.~.~.~.~.~.~.








أعيش حياتي بأجمل ما يكون العيش .. !
فقلبي الذي لم يقوَ ألم الفراق تحامل على نفسه حتى استطاع ..
و دمعي الذي أسرفت في اسباله على خدي جف و انقطع ..

حمدت الله كثيراً ـ حتى كلّ لساني و ما ملّ ـ أن جعلك أنت من بين كل الشباب حبيباً لي و ناصحاً ..
تعلمت منك في قربك الكثير .. و في بعدك تعلمت أكثر !

تجلى لدي مدى خوفك علي و حبك لي حينما آثرتني على هوى نفسك و أبعدتني عنك و أنت في لهفة إلى وصالي ..
كنت خصماً لنفسك و كنت خصماً معك عليك .. فتحملتني و أشحت بناظرك عني حتى ابتعدت ..

لم استطع في بادئ الأمر التخلص من عبق الذكرى الي تملؤ حياتي عرضاً و طولاً ..
فصورك التي نشرتها في حاسبي و جوالي كانت أكثر بكثير من أن تمسح ..
خفت العودة بعد التوبة إلى شاطئ الذكرى فلا أجدك .. و لا أجد أثراً أتصبر به !

خيل إليّ مراراً أن جدران غرفتي التي عاشت معي لحظات عشقك الماضي تنطق باسمك ..
حاولت الهروب من غرفتي إلى أي مكان آخر .. فوجدتك مستحوذاً على كل حياتي .. فلا مهرب منك أبداً !

بكيت و بكيت و بكيت .. حتى أصبح بكائي عادة يومية تخفف الحمل عني ..
كثيراً ما كنت ادخل رقم جوالك في جوالي و أحاول الاتصال بك .. و لكن شيء ما كان يمنعني !

كنت أخاف العودة إليك فتطردني !
خشيت أن تكون قد تجاوزت مرحلة فراقي فأجدد آلامك باتصالاتي .. فأجبرت نفسي على الرضوخ لقرارك من أجلك لا من أجلي !

بدت ملامح الوهن في جسمي مع الأيام .. و دب القلق في قلب أبي و أمي علي ..
فأصبحت زياراتي المتكررة إلى المستشفيات أمر طبيعي .. حتى حفظت الطاقم الطبي في كل مستشفى أزوره ..

جلب لي أبي القراء فما وجدوا لي دواءً ..
بكيت حينما خشيت أن أصرخ في وجهي أبي باسمك !

كانت حجرتي ملاذي الوحيد من الناس إليك .. تمسكت بك و بذكراك ..
لم أكن على استعداد للإفلات بعد !

فما كان فراقك بالأمر الهين .. و ما كان لذلك الموقف من موعد مناسب يخفف آلامه !
حاولت أن أجد طريقة أيسر و أرحم من طريقتك في الابتعاد عني فما وجدت !
فالصدمة التي عشتها .. و تدهور صحتي و حالتي النفسية أمر لا بد منه ..

علمت أن ذلك كله كان اقتلاعاً لجذورك المتأصلة في داخلي .. !
فصبرت حتى نلت ما أردت ..


بعد مكالمتك الأخيرة .. و وداعنا المقيت .. صرخت بأعلى صوتي و شرعت في بكاء طويل ..
هرع الجميع إلى غرفتي في هلع واضح .. و احتضنتني أمي إلى صدرها الحنون بكل قوة و هي تسميّ علي ..
و تبكي لبكائي .. و كأني طفلة صغيرة لا تعرف من وسائل مواجهة المشاكل إلى البكاء !

كان الليل يخيفني .. رغم سهري فيه و استذكار كل تفاصيلك .. و تحليل مواقف علاقتنا بكل هدوء و راحة ..
فلا شيء يستعجلني !
تذكرت هدوءك أثناء حديثي .. و استماعك لي بكل جوارحك لما أقول ..
كنت أشعر بابتسامتك الدافئة على خدي .. و شعاع من الأمان تبعثه أنفاسك إلي ..
كم كان سكوتك يريحني .. بالضبط كما كان صوتك يشعرني بالأمان ..

عشقت فيك كل شيء .. فأسلوبك في الترويح عن همومي أمر لا يمكن تناسينه !
كنت أتعجب من مقدرتك على إدخال السرور إلى قلبي بالرغم من كل الظروف .. !
تقلبات الحدة في صوتك و ارتخاء نبرتك عند حديثك معي في سكون الليل كانت لها المساحة العظمى من الاشتياق ..

ضحتك التي كانت تعطر مكالماتي معك كانت تعني لي الشيء الكثير ..
فهي إثبات منك لي بأني أسعدك كما تسعدني ..
تساءلت كثيراً .. ألم يعد في حاجة إلي كي يعود ؟!

انتظرتك ليال عدة عند جوالي .. فكنت أبعد من قربي لك .. و أقرب لبعدي منك لي ..

اشتقت لمفاجأتك لي بغنائك حتى و لو لم أطلب منك الغناء !
حديثك عن أمك كان يريحني حتى أطمأننت لك و وثقت فيك .. فقلبها الطاهر لا ينجب إلا مثله ..

عدت إلى رسائلك فقرأتها حتى حفظتها .. و إلى صورك التي استحوذت على أحلامي ..
حتى دخلت في تفاصيل شكلك .. و جسدك ..


الصبح يضايق خصوصيتي .. و يسعى بكل خبث لاستفزاز عواطفي ..
حتى أسدلت الستار على نوافذي فاختلط ليلي بصبحي ..

كم و كم حاولت أمي استدراج البوح من لساني فما استطاعت غير استخراج : [ ما فيني شي ] مني !
خجلت من نفسي و حزنت على حال أمي التي أثرت حالتي عليها ..
كانت رعايتها لي حين ابتعادك عني أصدق تعبير عن قدر المحبة التي تحمله في قلبها لي .. و خوفها علي ..

ففي إحدى الليالي التي اعتدت السهر فيها مع طيفك .. و خطوط الدمع تجري على خدي ..
و الغبطة تملؤ نفسي على أهلي الذين يغطون في سبات عميق من غير مشاكل أو هموم .. خرجت إلى غرفة المعيشة ..
فوجدت أمي ـ ذاك الملاك المسن ـ و هي تلبس ثوب الصلاة تقوم الليل رافعة أكفها إلى السماء و هي تبكي ..
تدعو الله بصوت منخفض أستطيع سماعه :

يا الله .. يا رحمن يا رحيم .. ارفع ما بيارا من هم و غم و حزن و ضيق ..
و أبدلها بأفراح و سعادة ..
و يسر أمورها .. و حقق آمالها .. و أكشف ما بها من ضر

عدت إلى غرفتي و غرست وجهي في وسادتي و شرعت في بكاء طويل !
فما زالت أمي تبكي لبكائي على كبر سني و سنها !
و ما زالت جفونها لا تذوق طعم النوم ما دام جفاني كذلك !

بكيت و بكيت .. حتى عاهدت ربي أن أتقوى و أنساك ..
سايرت أمي و جالستها و زيفت الابتسامة على محياي حتى ترتاح .. فارتاحت و ارتحت لراحتها ..

عدت ففعلت ما طلبت مني فعله .. مسحت صورك و رقم جوالك و بدلت رقم جوالي ..
استطعت إقناع أهلي بتغيير أثاث غرفتي لحاجتي النفسية الماسة لذلك .. فوافقت أمي و على إثرها وافق أبي ..

يوماً بعد يوم .. استطعت أن أجرد نفسي من بقايا الماضي .. لأعود أفضل مما كنت عليه ..
فأشكر الله على فضله .. و أشكرك أن كنت لي خير ناصح و حبيب !

أدعو الله من كل قلبي لك بالتوفيق في حياتك ..
و أن يجعل الله ما فعلته معي و من أجلي بداية لكل خير في حياتك ..
لن أنساك .. و سأذكرك بالخير دائماً


يارا

روزنامة آلم ـ الجزء الثامن

[ 8 ]





.~.~.~.~.~.~.



تكلمنا عن الدنيا ..
و جا طاري [ الجفا و الشوق ] ..
ذكرت اللي بعد عني ..
و بدون شعور أنا دمعت .. !
و قمت ..
و دمعتي بعيني ..
أخاف [ يشوفها ] مخلوق ..
أعرف الناس ما ترحم ..
علي تشمت إذا ضيعت ..
ينادوني و أنا سامع ..
و [ أسوي نفسي ] ما أسمع ..
أخاف إني .. أطالعهم ..
و دمعة بناظري تلمع !!
عزيز ..
و ما أبي أنذل ..
و مابي أنسمع لا صحت !!
و مابيهم يشوفوني ..
إلى مني [ انكسرت و طحت ] ..
بدون شعور أنا دمعت .. !


كلمات : مجهول


.~.~.~.~.~.~.




.~.~.~.~.~.~.



ـ ...........
ـ .......
ـ ..........
ـ ...........
ـ ......
ـ ...........






.~.~.~.~.~.~.








كعبث المراهقين أرسم حرف [ يارا ] و حرفي على كل ورقة و في كل مكان .. !
و بكل حرقة .. أتندم على ما بدر مني من قرار متسرع .. تمنيت ألم يكن ما كان .. و لكن ..
لا مجال للعودة الآن .. فبعد النحيب و البكاء .. و قوة الموقف .. يصعب كسر الكلام بهذه البساطة ..

عشقت الوحدة بعدها .. و نأيت بنفسي عن العالم ..
لأنزوي وحيداً في تلك البقعة التي لم تكن جزءً من ماضيّ بعد ..
و ها هي الآن تصبح البقعة الأشهر في تاريخي القصير ..

عالم مشتت .. و أصوات متداخلة .. و ابتسامات لا يوازي كآبتها إلا علوّ الضحكات !
و حميم يتغلغل في صدري المشتاق .. و دموع تمسح بملحها على جروح قلبي ..

قلبي .. !
لقد أعادته لي [ يارا ] لحظة فراقنا .. و أعدت لها قلبها الصغير ..
فلا جسمي تأقلم مع قلبي .. و لا قلبي رضي بصدرها بديلاًً ..

سيل من المكالمات الواردة على جوالي .. ما بين أصدقاء و أقارب ..
حاجتهم مني .. صدر يحتوي مشاكلهم .. و أذن تصغي لنزف همومهم !
حتى أمسكته و أطفأته ليصرخ بكل حقارة قبل موته و يتلذذ بإزعاجي ..


شحوب اكتسى وجهي النحيل .. و شعور بالغربة يتملكني .. و اختلال في توازن عقلي ..
تغير كبير في جميع المناظر التي تبصرها عيني ..
ألوان باهتة ! و صوت هدوء يزعج همي !


كالمريض .. أنطوي على جرحي وحيداً عن جميع الناس .. حتى أسمع ضحكاتهم .. فأتحامل إليهم ..
و ما إن يستقر جسدي معهم حتى يسرح فكري بعيداً عنهم فأعود إلى فراشي ..
أغطي جسدي المنهك بغطاء ثقيل .. احتمي به من زخم الذكريات المتناثرة .. فلم تجد وقتاً مناسباً للحضور إلا [ الآن ] .. !


لا أعلم لماذا أحببتها بعد رحيلها أكثر بكثير من أيام وصلها ؟!
و لا أعلم كيف و من أين استطعت أن أجلب هذا المزيد من الحب ؟!
أهذا كله كان في قلبي حينما احتوته في صدرها ؟!
لقد صدقت ! كانت تحبني أكثر من حبي لها !


أبت نفسي الاستماع إلى المذياع خوفاً أن تخالط أصوات المتصلين جوي الخاص ..
فأنا في حالة لا تسمح لأحد بالمساس بمشاعري و لو خطأ .. !
ازداد عشقي لتلك الأغاني الحزينة .. و بدأت أرددها بشكل أبكى عقلي على حالي ..
أهيم بوجهي بين الطرقات .. لكأني أبحث عن حل يصيّر قلبي إلى الهلاك !
أصبحت أردد هذه الأغنية بكثرة ..


They say love is just a game
They say time can heal the pain
Sometimes you win, sometimes you lose
And I guess it's just a fool
I keep holding on to you


I told you once you were the one
You know that I'd die for you
Oh it hurts to see you go
Oh this time you should know
I won't try to stop you


Don't you forget about me baby !!


Don't you forget about me now !!
Some day you'll turn around and ask me, why did I let you go?


So you try to fake a smile
You don't wanna break my heart
I can see that you're afraid
But baby it's too late
'cause I'm already dying


Wherever I go I don't forget about you
Wherever you go don't you forget about me.




يقولون أن : " الحب مجرد لعبة "
يقولون أن : " الوقت يداوي الجروح "
أحياناً تفوز ، و أحياناً تخسر ..
و أعتقد أنه من الغباء
أن أستمر في التمسك بك ..

قلت لك يوماً : " أنك المناسبة لي "
تعلمين أني أضحي بنفسي من أجلك !!
كم تؤلمني رؤيتك و أنت ..ترحلين ..
هذه المرة [ يجب ] أن تعلمي ..
أنني لن أحاول .. أيقافك .

لا تنسيني يا حبيبتي !!

لا تنسيني بعد هذا كله !!
سيأتي يوم و تلتفتين إليّ .. لتسأليني : " لماذا تركتك ؟! "

لذلك .. ستحاولين تزييف ابتسامة ..
لأنك لا تريدين تحطيم قلبي ..
أستطيع أن أرى أنك خائفة .. !
و لكن حبيبتي .. لقد أتيتي متأخرة .
لأني مت منذ زمن .. !

أينما أذهب .. لن أنساك ..
أينما ذهبتِ .. لا تنسيني ..




أتمسك بذكراها خشيَتَ فقدان ما تبقى منها .. !
و بالرغم من تخلصي من جميع ممتلكاتها إلا أن حبها ما زال ينبض في قلبي و عروق دمي ..
أتذكر صوتها .. ضحكتها .. بكائها .. غناؤها .. رسائلها .. مواقفنا ..
و رقمها الذي مسحته من جوالي .. أردده قبل نومي و حين استيقاظي !


[ يارا ] .. أنت في حل من جميع أخطائك في حقي .. و لكن اضعفي و عودي !
وعدتك بالدعاء لك و ها أنا أدعو لنفسي أن تعودي .. فما عدتي !


عدت إلى ربي ـ كما اعتدت أن أعود عند حاجتي له فقط ! ـ .. يا لخجلي منك يا الله .. !
أنبت إليه .. و خضعت له و أكثرت من الصلاة و السجود .. و قلبت المصحف بيدي و عيني و لساني ..
و لكن فكري ما استطاع الانصياع فتركته حتى يقوى عوده و يلحق بنا ..

و كما عودني ربي بنعمته المغدَقَة عليّ .. اشتد عودي .. و امتثلت إلى شفاء كامل بفضله ..
رأيتني في أجمل حالاتي و أروع لحظاتي و أنا أبتسم لصفحات الماضي ..
فكلي أمل و فأل بأن تستحيل تلك الصفحات من الذنوب إلى حسنات .. فيا ربي اقبلني !

حمدت ربي أن زادني قوة و أمدني بالسكينة في وجعي ..
ألهمني الصبر و السلوان في فقد تلك الأنثى التي شاركتها بكل ما أحمله من حب ـ كما أسميته ـ ..
و دعوت الله لـ [ يارا ] أن يقويها على فراقي ..

و بالرغم من ضعفها و انكسارها .. إلا أن انقطاعها عني كان أكبر دليلاً عن تغيرها ..
فأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتي ..


عدت إلى أمي .. احتضنتها مرة أخرى .. و لكن حضني الآن يختلف عن سابقه ..
فهذا حضن ابنها الذي استحق ثقتها و استجاب الله لدعائها فأبعده عن المنكرات ..
أحسست بشعور غريب حينها .. أحسست بأني أستحق هذا الحب منها و هذا الحنان التي تشربني من نبعه الصافي كل حين ..

نظرت إلى أخواتي و علمت أن الله سيحفظهن ..
لأنه الذي يقبل التوبة عن عباده .. و يعفو عن كثير ..
فاطمأن قلبي .. و زادني ربي قناعة بقراري ..

حتى صحوت يوماً من نومي و حبل الذكرى قد نزع مني .. يوم أن نسيت رقمها !

2009/07/19

حظ ؟






لأني شخل ملول .. خرجت إلى إحدى الحدائق القريبة من سكني ..
و على الأرجوحة الأخيرة تأرجحت بلا مبالة أنظر إلى خطوط السحاب من فوقي
أبحث عن موضوع أفكر فيه .. و ما أصعب من أن تفكر في شيء تفكر فيه !

أطفال يصنعون قلاعاً من الرمل .. حسناً ، ليست سوى أكوام رمل يسمونها قلاع ..
و بعض نسوة يجلسن بمرقبة منهم .. إحداهن تقرأ كتاباً .. و أخرى تبتسم ببلاهة !
و صراخ طفلة .. و هروب طفل .. و ضحك .. و نسمة هواء أجمل مني ..

جذبني حوار بريء لطفلين لا أعلم سوى أن أحدهم حنطي اللون و الآخر أبيض منه بشرة ..
و بقليل من " اللقافة ” و كثير من " الفضاوة " استمعت لحديثهما ..

تعجبت كثيراً من تلك النقطة الصغيرة التي أثارها الطفل الحنطي ..
رغم بساطتها .. إلا أنها ظلت تعتكف خلفها جموع من المعاني التي تستحيل من غيرها ..

حال النسيم بيني و بين مقاطع من الحديث .. حديث لا زلت أذكر بعضه ..
و أستبعد نسيناه ..

[ حظ ؟! ] .. بكل ما أوتي من براءة الطفولة يسأل صديقه الأبيض ..
[ أمي تقول أنه لا يوجد شيء يسمى حظ ] ..

أرى شفاه صديقه تتحرك و لكن الهواء يصرخ في أذني بكل " مصالة ” !
أترجح بشكل أقوى لأقترب منهم .. فأسمع ..

[ و لكننا في ديننا نؤمن بأن كل شيء مكتوب .. و أن الخير يأتي من فضل الله
و بركته ]
..

هنا .. توقفت عن الاستماع .. عدت إلى خيوط السحاب أفكر ..
شعور مؤلم يعتصر قلبي .. و مرارة تترقرق في جوفي فلا تتوقف !

[ محظوظ ] كلمة لطالم نعتني بها أصدقائي .. و بابتسامة رضى يكون ردي ..
لماذا أشعر أني أجحفت في حق الله ؟! هل حقاً نسبت الفضل لغيره ؟!

اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضى ..

أرجوحة تتأرجح وحدها .. و شبح رجل يخرج من الحديقة ..