2009/07/10

وين راحت ؟






الأحد الماضي .. سافرت من الرياض إلى كندا .. توقفت الرحلة في مطار Heathrow في لندن ..

استغرقت الرحلة ما يقارب 17 ساعة .. و لكن الغريب في الموضوع هو ..

كان موعد إقلاع الرحلة من الرياض في الساعة ٢ فجراً .. توجهنا إلى لندن في رحلة
استغرقت ٧ ساعات .. كان وصولنا في الساعة ٦:٤٠ ص ..

ثم أقلعت الطائرة الأخرى من لندن إلى مطار مدينة فانكوفر الكندية في رحلة استغرقت
١٠ ساعات .. و كان موعد إقلاعها الساعة ١١:٠٠ ظهراً و وصولنا في الساعة
١٢:٣٠ ظهراً أيضاً لليوم ذاته !

سؤالي هنا : أين ذهبت التسع ساعات من عمري ؟!


سيقول أحدكم أنه أمر طبيعي لأني أسير باتجاه سير الشمس .. من المشرق إلى المغرب ..
و بشكل أوضح .. أسير نحو خط قرينتش .. و كل ما اقتربت منه تنقص ساعة .. حتى تتجاوزه
بالسالب .. و هكذا تكون الحسبة ..

عندها أريد أن أفرض مثالاً ..

لو فرضنا أنني في الرياض في طائرة تسير بسرعة دوران الشمس حول الأرض .. و أقلعت الطائرة يوم السبت
الساعة ١١:٥٩ م .. أي تبقت دقيقة واحدة تفصلنا عن يوم الأحد .. و أصبحت أسابق الشمس
بحيث أني لا أتجاوز هذه الدقيقة .. إلى أن أعود إلى نقطة الأصل ثم أتوقف .. عندها ستتجاوزني
الشمس .. صح ؟!

عندها أدخل يوم الأحد .. و لكن أهل الرياض دخلوا في يوم الإثنين .. أين ذهب يومي ؟! =(

كان فيه نقاش طويل مع أصدقائي في السكن مع العائلة الكندية .. و ربي جلست أصيح من الضحك
على واحد الله يحفظه .. ماخذ الدنيا سهااااااله !!


فيه نظريات فيزيائية أظن أبو هيفاء يقدر يفيدنا فيها ..
أبو رغد / أبو يارا .. أحتريكم !

2009/07/09

روزنامة آلم ـ الجزء السادس

[ 6 ]





.~.~.~.~.~.~.



أوعديني تجين ..
و حاولي ما تجين .. !
خلي الشوق يتمناك ..مايوصلكـ
امنعيني حنانك .. و احرميني الحنين ..
و اتركي لي مجال .. أحن واشتاق لك !
من يجي بالسهوله ..
[ ما يسمى ثمين ]
و من لقيتي قبلي .. يجي ما يقبلك
قلت لك : " لا تكوني طيبة تدمين "
هاه .. لا يجي يوم تقولين ما قلت لك !!
ما اسهلك لا زعلتي ..
كيف ما تزعلين ؟!
شفتي وشلون صرت أقول لك :
" يا ماسهلك " ؟!
وش خذيتي من القلب [ الحنون الأمين ] ؟!
وش كسبتي من اللي ..
قال لك : " ما أنبلك " ؟!
احرقي هالقلوب ..
جربي تكذبين .. !
في يديك ..
قلعتين
و خيل ..
والجند لك !!
يا ذكيه تراها كلها نقلتين ..
انقلي ذي .. بدل ذي
و اصرخي : " كش ملك " !!

كلمات : مساعد الشمراني


.~.~.~.~.~.~.




.~.~.~.~.~.~.


ـ إذا تزوجتي بتقولين لزوجك إنك كلمتي ؟!
ـ لا ما راح أقول .. إلا إذا سأل .
ـ و إذا سأل .. راح تقولين له ايه كنت أكلم ؟!
ـ ايه .
ـ ليه !
ـ لأني أحبه و ما ودي أخبي عليه و أكذب عليه !
ـ بعض الأحيان كذبك يكون من باب حبك للشخص .
ـ شلون ؟!
ـ أولاً : وش راح تستفيدين لما يدري زوجك انك كلمتي قبل ؟!
هو أصلاً ما سألك عشان يسمع هالإجابة .. و لو سمعها راح تتعب نفسيته .. و ممكن يبدأ يشك .
و مع الأيام راح تكون باب للمشاكل .
ـ يعني أكذب !
ـ ايه اكذبي .. عيشي انتي تأنيب ضمير كذبتك .. و تحملي غلطتك .. و لا تعيشينه في مشكلة ما يقدر يحلها !
احلفي انك ما كلمتي قبله أحد .. و صححي غلطتك بأنك تخلصين له و تضاعفين حبك له .. لأنه يستاهل أكثر .
ـ مدري .
ـ بس أنا أدري .. لأني أعرف قلبي ما يقوى هالصدمة ..
ـ بسم الله على قلبك .






.~.~.~.~.~.~.








وقع الاختيار علي هذه المرة لمصاحبة أبي إلى جنوب أفريقا لحضور المؤتمر الطبي المنعقد هناك ..
و ها أنا أحمل الحقائب التي وضعت فيها بعضاً من الكتب كي أستغل أوقات فراغي بها ..
و لكن كعادتها .. لم تكن إلا حملاً زائداً في سفراتي .. !

ـ حبيبي .. لسى ما شبعت منك !
ـ وش أسوي ؟! أبوي يحب ياخذنا معه عشان نشوف الأطباء كيف يتعاملون مع بعضهم و نشوف كيف المؤتمرات ..
هالشغلات راح تفيدني بعدين .
ـ أدري والله أدري .. بس ما يمديك تكنسل هالسفرة و تخلي واحد من اخوانك يطلع مكانك ؟! و انت تطلع بعدين ؟!
ـ لا مقدر والله .. مدري المرة الجاية ممكن تكون عندي دراسة و ما يمديني .. و أنا أبي أشوف جنوب أفريقيا ..


العائلة الكريمة تملأ مقاعد السيارة .. كي نتشارك طقوس الوداع .. بالأحضان و الدموع ..
و كأنها رحلة ذهاب بلا عودة ! و جوالي لا يتوقف عن استقبال الرسائل !

ـ " حبيبي .. أول ما تفضى كلمني .. والله ما راح أسامحك لو سافرت و لا سمعت صوتك !! "

ها أنا ذا و لأول مرة أتردد مراراً قبل أن أقوم بالاتصال بها .. فما زال حديث محمد في تلك الليلة يدوي في داخلي ..
أخشى المجاملة .. و أن أكذب في كلمة أحبك .. فأنا أعيش الآن مرحلة تساؤل مؤرقة : [ هل فعلا أحبها ؟! ] ..
هل هذا الشيء الذي أنا واقع فيه هو [ الحب ] حقاً ؟!
لماذا أشعر و كأني سلكت المسلك الخاطئ !! لم أشعر بهذا الشعور قط من قبل !

و بعد تجاوز منطقة الجوازات اتصلت بـ [ يارا ] .

ـ هلا والله .
ـ .........
ـ تصيحين !
ـ عزيز تكفى تكفى تكفى .. طلبتك لا تسافر ! خلك معي أحتاجك !
ـ يا عمري انتي والله .. عاد ما يحتاج صياح ؟! أسبوع بالكثير و انا منور الرياض مرة ثانية .. !
ـ [ أسبوع بالكثير !!] انت تدري اني ما اصبر عنك ساعة ! تقول اسبوع !
ـ قلت لك راح ارسل لك موجز كل يوم عن الاشياء اللي تصير لي هناك .. و ما راح أقطعك قد ما اقدر !!
ـ حبيبي .. لما تكون هنا غير لما تكون هناك .. اتطمن انك حولي حتى لو ما سمعتك ..
هناك ما راح اسمعك و لا انت حولي !
ـ يارا ..
ـ .......
ـ يارا !
ـ هاه !
ـ كلها اسبوع و ارجع .. و ربي صعبة علي حتى انا .. بس ما تدرين .. ممكن هالاسبوع يزود معيار الشوق و الحب في قلوبنا ؟!
ـ ما ابيه يزيد ! كذا عاجبني بس اقعد ..
ـ يارا .. تناقشنا في هالسالفة من قبل .. و قلت لك لا تصعبين الوضع علي .. ممكن هالطلعة تأثر على مستقبلي التعليمي تأثير إيجابي !
ـ شوف عزوز .. تبي تسافر سافر .. خلاص انا ما لي كلمه ..
ـ يا الله ! و ربي ترفعين الضغط !
ـ أنا أرفع الضغط ؟! أنا يا عزيز ؟!
ـ ايه انتي ..
ـ و ليه ؟!
ـ قلت لك لا تقعدين تستعطفيني باتهامي بأشياء مو فيني !!
ـ وش قلت أنا !!
ـ تقولين ما لي كلمة !
ـ لو لي كلمة كان قعدت .. و لو لي خاطر كان سمعته !
ـ يعني لو قلتي لي أطب بالنار أبطب ؟! لا طبعا !
ـ و انا قلت لك طب بالنار !
ـ شوفي يارا .. انتي كلمتك على عيني و راسي .. و تعودت منك المنطقية في اتخاذ القرارات ..
بس منعك لي من السفر نابع من منبع اني راح اوحشك فقط .. و هالشعور لازم نعيشه الحين و الا بعدين .
ـ طيب نعيشه اذا اجبرتنا الظروف نعيشه .. مو بيدينا نتخذ هالقرار !
ـ طيب لو فرضنا اني قعدت .. وش تبيني أسوي ؟! أكلمك و بعدين ؟! راح تعرفين اخباري هناك بالرسايل زيها زي لما اتصل عليك الحين !
ممكن هاذي هي الفرصة الوحيدة اللي راح تمر علي اني اطلع لجنوب افريقيا ! لا تخربينها علي تكفين !
ـ خلاص سافر !
ـ يااااا الله !!! لازم تقلبها زعل .. لازم !



أحب فيها غيرتها و خوفها علي .. و لكني أكره القرارات اللامنطقية التي تدفع البشر إلى الخطأ ..
يصعب النقاش مع [ يارا ] حينما يعميها الحب عن أي منطق أو قناعة ..
كم تمنيت أن يكون وداعي لها أجمل من هذا الوداع .. و أرق و أعذب ..
كنت أتوقع منها دفعة حب تقويني على الإخلاص لها و تشغل فكري بها حينما أغترب عنها ..
و لكنها ترفض إلا أن تتجادل معي .. لتصل إلى ما تريد .. حتى و إن كان ذلك على حساب ما أريد ..
أكره تسلطها علي ! فرجولتي لا تعني شيئاً حينما تكون كلمتي مجرد .. اقتراح !
فهي لا تثق بي ثقة تجعل من قراراتي منهجاً .. فهي في نظري الأصلح لعلاقتنا و مستقبلنا على المدى البعيد ..

كيف أحبها و هي تفرض حبها واجباً علي يجب تنفيذه ؟! فلا مجال للإبداع مع الفرض !
من أين يأتي الشوق و صوتها و رسائلها هي ديدني اليومي .. و دليل وجودي ؟!

في هذه الأيام .. أعلم يقيناً أن [ يارا ] تحبني أكثر من حبي لها ..
لا أعلم هل قل حبي لها ؟! .. أم زاد حبها لي ؟! و لكني أعلم أنها أكثر ..

فالعلاقات كالخيوط بين الأشخاص .. حينما يجذب طرف .. يرخي الطرف الآخر ..
و [ يارا ] ما زالت تجذب حتى أوشكت على الإفلات .. !
أكرهك يا [ يارا ] حينما تكوني هكذا .. تجبرينني على الهروب من حبك !


ـ " حبيبي آسفة .. ممكن أسمع صوتك ؟! "


و أنا أيضاً أحبك !
عذراً فأنا لا أكرهك ..
هكذا قلبي معها .. فهو في كرهها يمتلك ذاكرة [ قصيرة الأمد ] .. و يبرع في إيجاد الأعذار !

ـ هلا ؟
ـ حبيبي .. زعلان ؟!
ـ ايه .. راضيني .
ـ اممممممممم .. أغني لك ؟!
ـ قلت راضيني .. مو عاقبيني !
ـ و ربي كذاب .. مو زعلان .
ـ كذاب بعينك ! يالله باي .
ـ تعاااااااال !
ـ هاه .. تراضيني و الا كيف ؟!
ـ طيب وش يرضيك ؟!
ـ مدري ..
ـ خلاص بأغني لك .. لو سمحت .
ـ طيب .
ـ [ قوة قوة جبرونا نتفرق قوة قوة .. و انا ويا هم المحبة صرنا إلهم أحلى غنوة !!
أنا بديرة .. و اهوا بديرة .. قلبي بـ حيرة .. و هوا بحيرة ]



في كبد السماء كانت الطائرة .. تصافح الغيوم و تطل على الشمس بكل صراحة ..
عقل شارد .. و فكر متذبذب .. و أفكار متشابكة .. و علاقة حب غامضة ..
عصائر تُقَدّم .. و وجبات تؤخذ .. و موظفات يسعين لخدمة الركاب .. و ما زال الفكر متذبذباً !


على خلاف ما توقعت كانت جنوب أفريقا .. فهي أروع بكثير من تصوري المسبق عنها ..
ناطحات سحاب و مساحات خضراء و ملاعب و مستشفيات .. كأنها عينة من الدول الأوروبية المتقدمة .
قضيت فيها مع أبي قرابة الأسبوع .. لم أحضر فيها إلا اجتماعاً واحداً تضمن بعض المعجنات و المشروبات الروحية ..
التي حذرني أبي مراراً من شربها "خطأ ً" ..

كان معظم وقتي في الصالة الرياضية .. أمارس رياضة المشي و التفكير .. أو في السباحة و التفكير ..
أو على فراشي أقلب قنوات التلفاز و أفكر ..

كانت علاقتي بـ [ يارا ] هي فكرتي الوحيدة التي من أجلها قبلت الخروج إلى هذه الرحلة ..
كنت أحاول أن أستنبط الحقائق التي أخفاها قلبي عن عقلي بين الجمل و الحروف ..
و كيف استطاع قلبي أن يخفي هذا الكم الهائل من الأسئلة التي تخلو من إجابات مقنعة عن عقلي المسكين .. !

تلك الأنثى البريئة التي قبلت بحبها بكل ما فيني من ذرة هوى !
أحببتها لأعيش تجربة الحب .. متغاضياً عن كل ما ستخلفه هذه التجربة من حطام شخصيات .. و تدمير مستقبل ..
راضياً بتلك الشامة التي نمت على صفحة ماضينا بكل برود .. مقنعاً نفسي بأنها مجرد نقطة يصعب على الرائي إدراكها !
لأول مرة في حياتي يسوقني قلبي في اتخاذ قراراتي ..

تخيلت [ يارا ] و هي بين أحضان أمها بعد ولادتها ..
و نظرت إلى تباشير الفرحة على وجهها ـ أمها ـ .. أبوها يقف عند رأسها بكل فخر و اعتزاز ..
فها هي ابنته التي ستصبح يوماً أماً صالحة ترعى أبنائها و تربيهم على أسس سليمة ..
ها هي ابنته .. فلذة كبده التي سيكلؤها بعيناه التي سخرها من اجل راحتها ..
بنى عليها الآمال .. و رسم في باله ابتسامة تخرجها قبل حينه !


تخيلتها تلعب بكل براءة مع قريباتها .. تسرح و تمرح ..
فهم مصدر أفراحها .. و ملجؤها عند همومها ..

و أمها الحنون .. تطوقها بين ذراعيها حين حزنها .. و كأنها تحميها من غدر الزمان .. و غدري !
تفيض حناناً و رحمة و حباً .. حباً !
ليس كحبي لها .. بل أنقى و أرقى و أبقى .. و أصدق ..

تخيلت السنين العجاف التي مرت بها .. و كيف انكسر عود احتمالها .. و سيّرتها الظروف إليّ ..
أنا .. الشخص الذي رأيت بياض العالم في قلبي .. و صدق نواياي .. و حسن سريرتي ..
دنَتَ مني حينما أبعدوها .. و قرّبتها إليّ حينما ضعفتْ .. فأي حب هو هذا الذي استغل ضعف غيري فيه !


عدت بذاكرتي إلى الوراء كثيراً .. و تذكرتني يوم أن كنت ذلك الصبي الذي لا يعرف من الحب سوى اسمه ..
كم تمنيت أن أكون أحد أطراف قصة حب .. أعيش دور البطولة فيها .. و أتعدى بحبي الأساطير ..
حتى وصلت إلى مرحلة تمنيت ألا أعيشه .. !
كي أكون رجلاً بعزمي و إرادتي و صبري .. و أسمو بفكري و أهدافي عن توافه الأمور ..

كيف كانت و أصبحت حياتي .. أقل تنظيماً .. و مزيداً من الهموم و المشاكل ..
شعور بالقلق يلازمني .. و إحساس بالذنب يشرشر ما تبقى من ذرات الإحساس فيني !


تذكرت استغاثات عقلي قبل [ أحبك ] .. سألت نفسي :
" هل من مجال للعودة ؟! "
أردت البكاء .. دموع تجمعت على أطراف مقلتي لتشاهد منظر انكساري الذي لم تشهده قط .. !
أسرعت إلى الحمام .. و أغرقت وجهي في الماء حتى خالط الماء دمعي ..
















حبيبي

شعور غريب انتابني لحظة وداعك .. !
صوتك الدافئ يخيفني .. و حنانك المفاجئ يثير شكوكي ..
قسوتك .. ابتعادك عني ..

عد إلي .. و دع الماضي ..
و لنبدأ اليوم صفحة جديدة ..
نملؤها بحب جديد ..

رحلت و خلفت من خلفك حطام أنثى ..
تنتظر يدا حبيبها .. تصافح وجهها .. و تلملمها ..
أحبك .. أحبك !