2009/05/16

سأكذب من أجلك .. = )











و أنا " أتمغط " على فراشي مستيقظاً تذكرت التحدي الذي أقمته على نفسي : [ يوم كامل من غير كذب ! ]
نوع جديد من التحديات .. مشروع أستخلص منه نتائج التجارب التي ستحدث .. و نوعية المشاعر التي
ستتولد من خلالها ..
كان يوماً سيئاً للغاية لبداية مثل هذا المشروع .. و ما بين إقناع عقلي عن تسويف هذا المشروع إلى يوم آخر ..
و رضوخي لرغبته الجامحة في الشروع فيه عاجلاً غير آجل ..

تحت قطرات ماء " الدوش " التي تلعب بشعري .. تربّت على كتفيّ بحنيّة خاوية من المشاعر محاولة
إيقاظي من بقايا النوم العالق في أجفاني .. ماء فاتر ينساب على جسدي المرهق ليعيد إليه النشاط و الحيوية ..
شعور رائع و نقي .. لا يضاهي نقاوته و روعته إلا وجه نصفي الثاني ـ زوجتي ـ ..

رائحة الإفطار المنبعثة من الدور الأرضي تجبرني على الإسراع في إكمال " دوشي " و الترمّل في مشيتي
لأسكت جوع بطني ببعض لقيمات أعدتها زوجتي .. " شاهي نعناع " و " نواشف " هو فطوري من تلك اليدين
الملائكيتين ..

[ كيف النومة ؟! ] سألتها بابتسامة صباحية رقيقة .. [ والله حلوة ، و انت ؟! ] سألتني و الخجل
قد لوّن بعض تلوين على وجنتيها .. [ اممممممممممم حلوة !] .. [ و ليه الـ امممممممممممممممممم ؟! ] ..
ارتشفت ما تبقى في " بيالتي " من شاي و أخذت أقطع خبزتي بشكل دائري و أنا أقول : [ بصراحة ..
حلمت اني كنت مع وحدة غيرك ! ]
.. سكتت قليلاً و قد تغيرت ملامح وجهها .. حاولتْ إخفاء غيرتها و
حسرتها و ألمها ثم قالت : [ عادي .. راس ماله حلم ! ] .. ثم أكملنا إفطارنا بابتسامات مصطنعة واضحة ..

توجهت بسيارتي إلى مقر عملي بعد توديعها و كلي تفكير في أول مواقف هذه التجربة الصعبة .. لماذا لم
أسكت عند [ حلوة ] .. هل كان من الضروري بوحي لها بحلمي ! نعم هذه هي الصراحة و هذا هو الصدق
و لو كنت أحبها حقاً لما ترددت في البوح لها بخوافي أموري التي لم أتعمد حدوثها !
تأكلني الحسرة حينما أتذكر تقاسيم وجهها و هي تحاول امتصاص غيرتها الطاغية في عينيها .. لم تستلزمها
تلك القطعة الصغيرة من الجبنة كل ذلك الشاي لتتمكن من بلعها ! أكانت حقاً تفكر بتلك العابرة في منامي ؟! قد كان
مناماً فقط .. فلم التضخيم في المسائل من الغير الحاجة لذلك ؟! و لو أني " أكلت كبر راسي " و لم أخبرها
لكان صباحاً كغيره من الصباحات الجميلة مع زوجتي .. " يآآآه " كم أتمنى العودة و الاعتذار لها ..
هل كان تصرفي ينم عن أنانينة مني ؟! أكنت أبحث عن الراحة .. راحة عدم كتم خبر يضايقني .. ضارباً
بأحاسيسها عرض الحائط ؟! ألم يكفيني خطأ حلمي .. كي أزيد خطأي بمشاركتها به ؟! و كأني بذلك مفتخراً .. !
" لييييييييييه !! " صرخت و أنا أضرب بيدي على " طبلون " السيارة ..


بعد طلب الإذن من مديري بعدم مباشرة العمل لهذا اليوم .. عدت إلى المنزل : [ تدرين .. قررت اخلي هاليوم
لك انتي بس .. وش تبين نسوي ؟! ]
و أنا أبتسم ابتسامة أسف و حب و اعتذار .. بفرحة تغمرها و بحركات
طفولية بدأت تسرد علي مشاويرها ..
[ المطعم اليوم على ذوقك ] .. [ اممممممممممم أحب الأكلات الصينية .. و بما اننا كلنا نحبها خل نروح لها ] ..
يا الله ! كأن الأحداث تعلم بأن هذا هو يوم المشروع حتى تكالبت علي ! [ تبين الصراحة .. ما أحب الأكل
الصيني .. أكلهم حالي .. و غالبيته بحري .. و أنا ما أحب البحري ]
.. كأني بها تقول : [ و يقول اليوم
يومي .. ! ]
.. بعد أخذ و رد في اختيار المطعم اتفقنا أخيراً على مطعم أحبه ! لا أدري .. هل كانت تجاملني
في إعجابها بنوعية الطعام التي أحبها أم لا ؟! و لكن الذي أعلمه أن مزيج من السعادة و الندم يعتصران قلبي ..
سعيد بها تحب ما أحب .. و نادم على صراحتي التي آلت إلى الوقاحة ! .. بعد تناول وجبة الغداء .. عدنا إلى
المنزل لنتابع برنامجها المفضل .. التي طالما اعتقدتْ أني أشاركها نفس الاهتمام و الحماسة .. اعتذرت لها
عن متابعة البرنامج معها متعذراً بالنوم حتى لا أزيد جرعة الوقاحة بـ : [ ما يعجبني البرنامج ! ] .. و نمت ..

بعد أدائي لصلاة المغرب في المسجد عدت إلى المنزل و إحساس غريب يدفعني عنه .. وجدتها منزوية بـ " جلال "
صلاتها على سجادتها تستغفر .. كأطهر ما تكون أوجه الملائكة .. و أنا ألعن نفسي أشد اللعنات لإشراكها
جبراً في مشروعي " الغبي ! " ..

التقطت كتاباً من مكتبتي بعد خلعي لثوبي ثم " انسدحت " على فراشي مكملاً من حيث توقفت .. بعد أداء
السنة .. سحبت الكتاب من يدي و قالت : [ تعال نسولف بالصالة ] .. أحب فيها هذه الاندفاعية .. هذه
الثقة التي لا تتزحزح في نفسها .. تحاملت على نفسي و أغلقت أنوار الغرفة ثم سرت على خطاها ..

في " الصالة " كانت تنظر إلي بابتسامة ساخرة قائلة : [ وش فيك اليوم ؟! أنا مضايقتك بشي ؟ ] .. هنا
تداعت كل حصوني .. قررت حينها إيقاف مشروع شرخ السعادة في قلبي زوجتي !

[ شوفي يا قمر .. أول شي أنا آسف على كل شي .. اللي صار اليوم كله كان اختبار لك .. أبشوف لوين
بتصبرين ؟! و متى تزعلين ؟! و لو زعلتي وش بتسوين ؟! ]
ثم أخذت في متابعة المبررات .. و ختمت كلامي
بتعبيري عن مدى حبي لها .. و كرهي لنفسي على ما فعلت ..

نعم .. كذبت عليها .. كذبت من أجلها .. فلن أصدق لأريح ضميري على حساب راحتها .. لن أخطئ في
حقها .. و لو أخطأت من غير قصد مني .. فلن أجرحها بمكاشفتها سري لها .. فهي لن تمتلك الدافع
لتعاتبني .. بل سيأكلها الألم و الحزن كما تأكل النار الهشيم .. سأخفي عنها كل التوافه التي ليس من ورائها
إلى " الشقى و البكا " !

2009/05/15

على أعتاب .. [ الذكرى ]









في ساعة فراغ .. أدرت محرك سيارتي و اتجهت إلى الـ " Coffee Shop " المنزوي عند رأس الحارة ..
كعادتي قمت بطلب الـ " French late " سكر وسط ! و ما بين رشفة و عبير الأثير الذي ينطلق من مسجل
سيارتي كنت " أفرفر " في شوارع الرياض .. تلك العاصمة التي شاركتني أفراحي و أحزاني .. و تحملتني
أضعاف تحملي لها ! نقشت على قلبي حبها كما ينقش المحب حروف اسم الحبيب على " ماصة " المدرسة .. !


شوارع مكتظة بالسيارات .. و وجوه علت على محياه تعابير مختلفة .. أب يجبر أبناءه على التزام الصمت
أثناء القيادة .. و آخر هائم مع من يهاتف بجواله .. و آخر في عمل دؤوب متواصل و جهد جهيد في تحفير
" كوسة خشمه " .. مناظر لا تخلو منها مدينتي الغراء !


و بينما أنا منشغل في ممارسة عادة اكتشاف مشاعر الآخرين .. صدح المسجل بذلك المقطع الذي ارتبط ذهنياً
مع إحدى ذكرياتي القديمة .. أحسست بتسارع عجيب في معدل نبضي .. و حرارة سرت من تجاويف قلبي
إلى أخمص أقدامي .. وقفت على إثرها شعيرات يداي و شعر رأسي ! .. تلك الذكرى التي كنت على يقين تام
من وضعها داخل صندوق أحكمت إغلاقه .. صندوق كلّفت الأيام و الليالي مهمة نسيانه .. صعوبة في التنفس
تخنقني .. و تجبرني على التوقف عند أقرب موقف .. شريط الذكريات يدور بكل تعطش في مخيلتي .. رغبة
في الموت تتملكني .. و خوف من الرجوع إلى ذلك المكان القصي من الذاكرة ..


بغير قصد مني .. أجدني أقف في ذات المكان .. على أعتاب الذكرى .. أرقب الطلل لأستثير مشاعري الدفينة ..
صوت آت من بعيد يأمرني بالرحيل .. و العودة إلى اعتكافي في مسجد النسيان و التناسي .. صوت آخر
حزين يسترجي بقائي راضياً بقليل وقت .. و أنا بين مطرقة العقلانية و سندان الحنين !


ترجّلت من على سيارتي .. مقترباً إلى الحنين أكثر .. أشتم ذات العبق .. و أشعر ذات الشعور .. كأني
أقوم بتوأمة الأحداث في ذهني لتستحيل واقعاً أستطيع عيشه .. ! لم تكن ذكرى جميلة أبداً و لكنها تجمّلتْ
في خيالي أكثر مما تصورت .. استهلكت مخزوني العاطفي .. و استنزفت ذرات السعادة .. و بقدر حاجتي
الملحّة للهروب كانت قوة الجذب .. فخيالي الخصب ما زال أخبث من واقعيتي .. يجمل الماضي ليجعل منه أمنية
صعبة التحقيق .. يقلّب الوقائع فيجعلها في أحلى حلة و أجمل صورة ..

تنهش المواقف من رجولتي كما تنهش الدابة خشب المنزل .. أتقوقع على ذاتي محاولاً ـ شزراً ـ الاحتماء
من فيض الماضي المنكب علي ! .. حينها تمنيت لو أن شخصاً يوقظني .. ينتشلني .. أو يشتت انتباهي !
استفاقت عبراتي على إثر اهتزازاتي العاطفية .. و ما زالت رجولتي تنضح .. و إن قلّ نضحها !

كأن لمسة ربانية احتوتني .. كأن شمس الواقعية أشرقت فتقشّعت سحب الذكريات المتلبدة على ذهني .. كأني
بابتسامة ترتسم على شفاهي .. كأن الكون ما عاد الكون .. و كأن الذكرى لم تعد تقوى مجابهتي ..

نهضت .. لأكره الذكرى .. حلوة كانت أم مرة .. مزقت صور الماضي .. غيرت من شكل الحاضر .. أبدعت
في تعديد أساليب الفرحة .. خالطت الناس بجميع الأجناس .. لم أعد أهتم كما كنت أهتم .. لم أعد أسمح
للحزن بأن يسكن إحدى شقق أيامي .. أو لياليها .. لم أكن أعلم يوماً بأني استطيع التحكم بمشاعري !
بأحاسيسي ! بقراراتي التي من شأنها تغيير نظرتي و تعاملي مع معتركات الحياة .. لم أكن أعلم أنني الأقوى
إلا حينما قررت أن أصبح الأقوى ..

2009/05/14

على قائمة الانقراض ..











كسراً للروتين .. قررنا " سموي و صديقي " أن نقضي وقت الـ " Braek " في ملحق منزلنا .. و في طريقنا إلى
المنزل كان الحديث يدور حول سؤاله : [ وش المواصفات اللي لازم تتواجد في الشخص عشان تصادقه ؟! ] .
كان سؤالاً عفوياً منه أراد به إشغال وقت " المشوار" .. غير أنه لاقى تجاوباً " un طبيعياً " مني .. كأنما
انتظرت هذا السؤال دهراً !

[ والله شف ] .. كانت استفتاحيتي لإجابة طويلة المدى .. لا أعرف لها أبعاد غير حدود من السراب .. كلما اقتربت منها زادت بعداً .. !

[ الصلاة ] فحكمي الأول و الأخير على أي شخص كان يتمركز على صلاته .. متغاضياً بذلك جميع مساوئ شخصيته
أكانت خـُلـُقية أم فعلية .. فالمحافظة على الصلاة تعني أن هذا الشخص يعرف حقوق ربه عليه .. و من هذا المنطلق فهو
يعرف حق الآخرين عليه .. يحفظها لهم .. و يرعى عهودهم و مواثيقهم ..

[ كتمان السر ] .. و هذه الخصلة قلّما تجدها في هذا الزمن .. فإيداعك أسرارك لغيرك يعتبر بداية الفضيحة
ـ إلا من رحم ربي ـ .. و هي تأتي مباشرة بعد شرط الصلاة .. شبه ملازمة لها ..

[ بشاشة الوجه و الكرم ] .. خصلتان مكملتان لبعضهما البعض .. و بالرغم من حرصي الشديد على أن أكون أنا من
يقوم بدفع جميع مستلزماتي .. سواء كانت غذائية أو غيرها .. إلا أن الشعور الذي يتملكني حينما أجد شخصاً يتمنى
خدمتي شعور له طعم لذيذ .. يضاهي بلذته احتضان قريب .. و مسامرة حبيب .. خـُلـُق يرسل إليك إيحاءً نفسياً
بأن هذا الشخص لم يبخل عليك في مواقف عابرة .. و لن يبخل عليك فيما سيأتي من أيام مستقبلية ..

أما بشاشة الوجه .. فهي تشكّل ابتسامة غير مقصودة على شفاهي في أيامي الحزينة .. فها أنا أحرص كل الحرص ألا أتمخض
أحزاني لأنجبها في أكناف غيري .. فـ " يبلش " بها ! .. فكل واحد يمنا يملك نصيباً لا بأس به من المشاكل و الأحزان
فهو بذاك ليس في حاجة إلا مزيد من الـ " قرق " و " وجع الراس " ..
أتعمد احتضان كل شخص أحبه .. و لو كان يملك مساحة بسيطة من قلبي .. فالحضن بلسم للجروح .. و دواء لسقم
النفسيات .. ابتسم ابتسامة تعلو شفاهي لعلها ترسم ابتسامة في قلب غيري .. و كم أسعد حينما ألقى سيناً من الناس
يشاركني مثل هذا النشاط .. لنجعل من المجتمع ابتسامة أكبر !

[ الطـَمـُوح ] .. و هي خصلة مهمة .. غير أنها لا توازي سابقاتها بالأهمية .. إذا أنها خصلة تؤثر في شخصيتي أكثر
مما تؤثر في شخصية صاحبي .. فكل قرين بالمقارن يقتدي ! .. و المرء على دين خليله .. و قل لي من تصاحب أقول
لك من تكون ! فقبل أن أسلك الطريق الطويل مع غيري من الناس .. أحاول الكشف عن نظرته لهذه الحياة و ما هي
النقطة التي ترضيه عند الوصول لها ؟! فإن تهيب صعود الجبال .. نعش أبد الدهر بين الحفر .. فلن يعيش صاحبي
في مكان دون أن يمسك بيدي معه .. و السقوط دوماً أسهل من الصعود ..

[ شرايك بماكدونالدز ؟! ] بكل برود قطع صديقي حبل أفكاري ! [ إنت معي ؟! ] واجهته بابتسامة صفراء أجبرته على
أن " ينطم " .. !

ما يسود مجتمعنا هذه الأيام هو مزيج غير متجانس من الشخصيات و الأوصاف .. تغلب الغير حميدة ضرّتها بالكثرة ..
فإن أنت أنجزت إنجازاً " نظلوك " .. و إن لم تنجز بألسنتهم أكلوك .. يحسدون على الصغيرة و الكبيرة .. و يتشمتون
بالغادي و القادم .. أقسموا على أن يظهروا لك الحب مبطنّين السوء و الكره لك .. كلما قابلتهم بالإحسان استغلوا طيب
أخلاقك فآذوك .. فلا نفسك الكريمة ترضى لغيرك الظلم و لا كبرياؤك الأشم يرضاه لنفسه ..



[ فراس .. انت من جدك ! وش دخل ذي بصفات الخوي ؟! !! ] .. عندها " انطميت " .. !

2009/05/13

إليك .. سيدتي







لأول مرة في سلسلة كتاباتي أتوقف قليلاً بين الكلمة و الأخرى .. لا أدري ـ سيدتي ـ لماذا يعجز عقلي عن
ترجمة أحاسيسي لك ؟! لا أعلم لماذا لا ترضخ حروفي لأوامر قلبي فتخط كل ما تمليه عليها ؟! لعل العذر معها ..
فإحساسي ـ سيدتي ـ في هذه الليلة إحساس فريد .. ! لم يسبق لي تذوق طعمه .. و لا التلذذ بعذوبة حرقته .. !



لا أعلم ـ سيدتي ـ على أي أرض أسير ؟! أو تحت أي سماء أتظلل ؟! و بأي قانون أعيش ؟! فقوى الجاذبية
تدفعني قصراً إليك .. أتوه في غياهب ذهني و أهذي بتعاويذ لا يدركها أي مخلوق فأجدني أقف على بابك .. لِمَ ؟!
لا أدري .. و لكني أعشق عتبة بابك .. و ستائرك الوردية الراقصة على شرفة نافذتك ..



ـ سيدتي ـ الخجولة .. لماذا ما عادت المسافات تطول لحظة مرورك بحبل أفكاري ؟! لماذا بت أعشق القهوة السوداء
كلما ذكرت شفتاك القرمزيتان ترتشفان كوباً منها ؟! لماذا لم يعد يغشاني النوم إلا بطيف من طيوفك يمسح
على شعري فأنام ؟!



لست أدري يا ـ سيدتي ـ بماذا أسمي احساسي الليلة .. هل هو الحب الذي صُرع من أجله المحبون دهوراً ؟! لست أدري ..
لست أدري يا ـ سيدتي ـ كيف تتملكني فكرة الحصول على كل شيء لأهبه لك ! لتمتلكين كل شيء و تمتلكين كل نفسي ..


ـ سيدتي ـ لن و لم أصدق يوماً بضعف ذلك المخلوق الذي يسمونه [ الأنثى ] .. فها أنا أنوخ بركبي عند بابك ..
ها أنا أحط الرحال تحت ظل رمشك الأرهف .. أحاول استجماع قواي لأنهض و أقترب أكثر منك .. حيث الجاذبية ..
حيث الوصال .. حيث الغاية التي لا أعلم لها وسيلة !!


أعذريني ـ سيدتي ـ فلقد استفحلت الدناءة مني حتى شرعت في حسدك .. أحسدك لأنك أنت .. أحسدك لرؤيتك
انعكاسك في كل صبيحة و أنت تمررين مشطك الأسود على جدول شعرك الطويل .. كم و كم طال عذابي .. و أنا أحسدك ..


لا لن أجيبك ـ سيدتي ـ .. فلقد قطعت على نفسي وعداً بألا أموت .. و لن أموت فلا تناديني .. لأني سأجيب !
سآتي إليك هرولة .. راكضاً .. سأستبق الخطوات إليك .. و أنا أعلم أن المسافات على ألسن العذال تطول و تطول ..
حتى يرهقني الطريق فأسقط .. عند عتبة بابك .. تحت الشرفة .. عند ستائرك الوردية ..

ـ سيدتي ـ لا تغلقي الباب .. انتظريني عند قرص القمر .. انتظريني عند غدير النهر .. انتظريني عند سنونوة
الإحساس الغريب الذي يتملكني ..
انتظريني .. فلا بد من مجيء يلم شتات قلبي إلى قلبك العذري الطاهر ..



لا أعلم ـ سيدتي ـ ما هذه الكيميائية العجيبة التي ترسلينها شعاعاً يخترق جسدي فيعميني عن كل شيء غير فضائلك ..
ما كنت مرهف القلب قبلك و لن أكون بعدك .. فلم كنتِ أنتِ يا ـ سيدتي ـ ؟!


انتظريني .. حتى أسمّي إحساسي .. حتى استجمع قواي .. لأرقص معك تحت قرص القمر ..
عند غدير النهر .. و لترقص معنا ستائرك الوردية ..

2009/05/12

ليست مجرد .. [ دمعة ]






[ لماذا لا يبكي الرجل ؟! ] .. السؤال الذي يثير حس الفضول لدى النساء ..
و يتهرب من الإجابة عليه الغالبية من الرجال ..

فبالرغم من معرفتنا نحن " الشنبات " لمدى أهمية الدموع التي من خلالها تُطرح الإفرازات السامة خارج
الجسم .. لكيلا تتراكم محدثة اضطرابات داخل جسم الإنسان تؤدي إلى مرضه .. إلا أننا نتمنعن عن " الصياح "

الظروف التي تجبر الأنثى على البكاء هي ذاتها الظروف التي تمر بالرجل .. و المشاعر هي ذات المشاعر ..
و الرغبة في البكاء تتربع داخل كل رجل .. و لكنه يأبى الرضوخ لها .. و تختلف الأسباب و الهدف واحد !

في النقاشات الكثيرة التي يقارن من خلالها الفروقات بين الرجل و المرأة .. و ما يميز هذا عن ذاك .. و كيف
لو كنت من الجنس الآخر ما سأفعله و ما لن أفعله .. تصرخ إحداهن قائلة : [ حظكم تسوقون .. ! ] ..
لأصرخ من أعماق أعماقي متمنياً امتلاك الشجاعة الكافية التي تعينني على البوح باعتراف يقول : [ حظكم تبكون .. ! ]

نعم .. أتمنى البكاء و لكني رجل .. أتمنى البكاء و لكني أخاف تبعات الدمعة .. فهي ليست مجرد .. [ دمعة ! ]

حينما يجن الليل .. و ينزف القلب دماً و حزناً .. حينما تعصف بأضلعي عواصف الأحزان .. و تتحشرج الدموع
غصة في حلقي .. حينما أبصر بريقها على سفوح عيني .. أرفع رأسي عالياً إلى السماء متمنياً من الله مزيداً
من القوة و الثبات .. راجياً ـ سبحانه ـ بأن يأذن لهذه الأرض فتنشق لتبتلعني بأحزاني .. و تبتلع معي ضعفي !

في أحايين كثيرة .. و عند مشاهدتي لبعض الأفلام " الرومانسية " تخنقني العبرة في النهايات .. و أشعر بهدير
موج الحنان يجتاحني لأتمنى حضناً أرتمي فيه باكياً .. و لكني لا أجد .. و لو وجدت لما استطعت .. و لو استطعت لما فعلت !

في تفاصيل الروايات الحزينة .. في لحظات الفراق .. تغلبني المشاعر و تستعطفني الأحاسيس لتستميلني للبكاء ..
أغلق الرواية لأنصرف إلى أي شاغل يشغلني عن البكاء .. فما الرجل بالبكّاء أو النيّاح ! أو كما أعتقد ..

عندما تنظر المرأة إلى عيون الرجل باحثة عن إجابات لتساؤلاتها .. تعجز عن إدراكها .. و لكني أقول ..
لا يبك الرجل من أجلك أيتها المرأة .. فمن جوانب التضحية لدى الرجال تخليهم عن هذه الخاصية لكم .. فهم
الأحضان التي تلمكم ساعات الحزن .. و هم الأجساد التي تصد عنكم قهر الدهور و الأزمنة ..

قال اللورد بايرون : " أروع ابتسامة وراء الغيوم .. ابتسامة تشق طريقها بين دموع المرأة."


تكون الأنثى في قمة قوتها عندما تصل أدنى مراحل ضعفها بدموعها .. فهي من خلالها تستطيع اقتحام حصون
قلب الرجل بأريحية تامة .. فدموع المرأة هي صورة يستشف من خلالها الرجل أن هناك خلل لا يمكن أن يصلحه غيره ..
لذلك ارتبط هذا المعنى لدى غالبية الرجال .. أن المرأة لا تبكي إلا لضعفها .. و نسوا أن البكاء قد يكون تغنجاً
أو خوفاً أو حزناً أو فرحاً .. نسيناها ، تناسيناها .. الأكيد أننا بتنا نخشى هذه الدموع فامتنعناها ..

لا يبك الرجل لاعتقاده بأن الدموع دليلاً للضعف " زي ما أعتقد أنا بعد " .. و العجز عن حل المشاكل ..
لا يبك الرجل لاعتقاده الداخلي بأن الدموع هي خاصية تتفرد بها النساء ..
لا يبك الرجل كما تبك المرأة لأنه لا يمتلك نفس الكمية من [ هرمون البرولكتين ] التي تمتلكها المرأة ..

لا يبك الرجل لوجود ترسبات فكرية خاطئة .. و اعتقادات و مبادئ تفرض عليه هذا الاعتقاد ..
لا يبك الرجل .. و لا أبك أنا ـ بالرغم من معرفتي لأهمية الدموع ـ لأني ما زلت أردد :



ليست مجرد .. دمعة !

2009/05/11

ما فيش حاقه اسمها [ لو ]






بعد أدائي لصلاة الفجر في المسجد .. عدت إلى المنزل بسكينة ربانية .. يحدوني الشوق لمزيد من الأجر ..
أخط الأرض بـ " زبيريتي " و عيناي لا تكاد تفارقان موطأ قدمي .. و لساني بين استغفار و تحميد و تهليل ..
لم تكن لحظة كغيرها من اللحظات .. كنت أشعر بقطعة من الجنة تسكن أضلعي .. تفاؤل عجيب يملأني ..
رغبة في البكاء تدفعني للانعزال عن الخلائق .. تدفعني للتبتل وحيداً في غار ناء ..
لا أعلم .. أهي تلك الآيات التي شنّف الإمام مسامعنا بها ؟! أم هي تراكمات من ماض مؤلم يأبى إلا أن يعيد
شريطه في مخيلتي بين حين و آخر ؟!


" يـآآآهـ " لو كنت أملك عصاً سحرية .. أو بيدي عقارب ساعة الأيام لأدرتها حتى أعود للماضي فأصححه !
أعود معتذراً لصديقي على سوء معاملتي له .. لأقبل رأس معلمي الذي طالما نبهني و حرص على توجيهي ..
لأحتضن كل فقيد على قلبي و أخبره أن الدنيا من بعده " و لا شي ! " ..
أعود لأرسم الماضي بريشة فنان دارس للحياة .. بريشة من لاكته مصائب الأيام .. و اعتلجته نوائب الدهر ..
حتى غزى شيب الحكمة عقله قبل أن يغزو رأسه !
أعود لأحكم قبضتي على دفة الأيام .. أسير بها على بحر الحذر إلى بر الأيام .. لأصل إلى مستقبل أكثر إشراقاً مما أنا فيه ..


نعم .. لم تكن كغيرها من اللحظات .. فقد ارتطمت بي إحدى السيارات لأهوي بطولي على قارعة الطريق ..
كنت في مرحلة ما بين الوعي و اللاوعي .. أتذكر جيداً مجموعة الأقدام المتجمعة عند
رأسي و : [ قل لا إله إلا الله .. قل لا إله إلا الله !! ] .. ثم .......


استيقظت بثيابي الملطخة بالدماء في غرفة سوداء مخيفة .. يجلس عند رأسي مخلوق لا أعرف له اسماً و لا وصفاً ..
محدقاً فيّ بصمت .. كأنه ينتظر حدوث إشارة معينة يقوم على إثرها باتباع خطوات تم ترتيبها مسبقاً .. !
تمالكت أعصابي و استجمعت قواي ثم سألته : [ أنا في الجنة ؟! ] .. ببرود مخيف و بصوته العميق أجاب نافياً ..
[ أجل في النار !! ] قلتها و الدمع يستبق الهطول من على مقلتي .. و الرهبة شلة حركة مفاصلي .. لينفي ذلك أيضاً ..
زفرة من الأعماق كادت تخرج روحي معها ـ إن لم تكن قد خرجت أساساً ـ لأعيد معها نظام أعصابي و حيوية أضلعي ..
سألته عن مكاننا فلم يكترث لسؤالي بقدر اكتراثه بالكلام الذي جهّزه مسبقاً لي :
[ كم عمرك ؟! ] .. ارتبكت قليلاً من سؤاله الذي كنت ـ و لم أزل ـ على قناعة بمعرفته للإجابة مسبقاً : [ 22 .. ليه ؟! ]
[ و ما زلت تفكر بهذه الطرقة ؟! ] .. يتحدث معي و كأني أحد الدجّالين الذين يستطيعون تخمين السرائر و استنباط الدسائس ..
[ أي طريقة ؟! ] .. [ التحسر على الماضي و تمنّي تغييره ]
[ أجل أنا في البرزخ ! ] صرخت و روحي متشبثة بمقدمة القصبة .. و شعري ستفاق رهبة من مرقده !

بـ " لقافة " النفس البشرية سعى عقلي للبحث عن أجوبة لتلك الأسئلة التي تملأ جنباته .. لأستطيع من
خلالها معرفة إحداثيات الزمان و المكان .. عاد ليكمل ما بدأه قائلاً :

" الحياة مسيرة على أقدار كتبها رب الخلائق بحكمته و عظيم تدبيره .. علمها من علمها و جهلها من جهلها ..
كل إنسان ساعٍ لما هو مكتوب له .. و لن يصيبك إلا ما كتب الله لك .. و ما أخطأك لم يكن ليصيبك ..
سر خائفاً, حذراً, متردداً إن شئت .. و إن شئت فسر واثقاً بالله .. متفائلاً بنفسك .. موكلاً أمرك لخالقك ..
فلا أنت بذاك ترد سوء القدر .. و لا بهذا تستعجل خيره .. إنما الخلق في الدنيا على قسمين .. قسم رضوا بما كتب الله لهم ..
فاختار الله لهم السعادة و الحبور .. و شرح لهم الصدور .. فهم يعيشون أجمل ما تكون المعيشة ..
و قسم سخط من القضاء و القدر فسخط الله عليه .. و أسخط عليه عباده .. فهو في ظنك لا يبصر في أموره إلى ما يسوءه "
تنهد قليلاً .. ثم نظر إلي و أكمل :

" عجيب أمر العباد فيما يختص بأقدار كتبها ربهم .. أيعتقدون أنهم أدرى من خالقهم بما هو صلاح لهم ؟!
أمن قلة الإيمان يتساءلون ؟! أم من ضعف الاتكال يتبرمون ؟! .. ما كتب الله الحزن لكم في حياتكم الدنيا إلا
لتستطعموا الفرحة من بعدها .. و ما أوجد الألم إلا لتقدروا قدر العافية .. و ما يصيب العبد من أذى إلا لتحط من خطاياه ..
حتى الشوكة يشاكها تغسل ذنوبه ! .. رؤوف .. رحيم .. حكيم .. عليم .. قدير .. أفلا تعقلون ؟! "

تمنيت " لو " عدت قليلاً لأمسح كلمة [ لو ] من قاموسي .. فقاطع أفكاري قائلاً :

" و ها أنت الآن تعود لتلك الكلمة .. قدّر الله لك ما حدث فكان .. و لولاه لم تع أنها كلمة لا تجلب إلى حسرة و تندماً ..
كم من عاقل أنهى حياته بوقوفه على الأطلال و التشبث بماض لا يحتمل التشبث .. و لو عادت به الأيام كما تمنى
لما عاش كما اعتقد .. دنياكم متكاملة بأفعال بعضكم البعض .. فلو لم تحزن لما دعت الحاجة غيرك لاحتضانك ..
و لو لم ترسب .. لما لجأت إلى ربك في جنح الليل راجياً النجاح .. و لو لم تفقد عزيزاً لم تسع جاهداً للإحسان لمن هم بين يديك الآن ..

إنما الأقدار مكتوبة .. و النحيب على ذكرى المصائب ما فتأ يصدّع جدران المستقبل حتى تبلى !
احمد الله على ما فات .. و ابتسم لما هو آت .. و أبدأ حياتك من جديد مؤمناً بأن الله أعلم بما هو خير لعباده من أنفسهم "



(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

اسمعي كلامي و .. [ افصخيه ]








ـ من غير ترتيب مسبق ـ كانت الفيصلية هي وجهتي أنا و صديقي في " Break " الغداء ..
و شاء الله أن يتيسر لنا موقفاً أمام البوابة .. و أن يتيسر لنا الدخول دون غيرنا أيضاً [ فهاوة حارس ] !


كان في استقبالنا عند البوابة " مزة ! " ترتدي فستاناً مخصراً ـ يسمونه عباية ـ ..
عابثة في وجهها بمجموعة من المساحيق لتخفي من خلالها حقيقة مرة !

[ شف المزة ! ] قالها صديقي وهو يشير إليها .. و السؤال الذي تبادر لذهني : وين مزة معه ؟!

بعد أن تنفسنا الصعداء إثر " سلكتنا " بالدخول إلى المول .. قصدنا الدور العلوي ناحية المطاعم ..
و على الدرج الكهربائي كانت هناك عملية " ترقيم " مباشرة و حصرية من قبل مجموعة من البنات لشاب ..
فقط لأنه يرتدي " T shirt " موف .. و أرادوا أن يتواصلوا معه لإخبارهم إحداثيات المكان الذي اشتراه منه !

عند المطعم .. وقفت أنا و صديقي قرابة الخمس دقائق من دون طلب ..
فقط لأن هناك " سحليتين " تطلبان من قسم الرجال ..
اقترب صديقي .. و لم يحرك بذلك ساكناً ..
تنحنح .. و لا حياة لمن تنادي !

استحت إحداهن و انصرفت إلى القسم النسائي منتظرة طلبها ..
أما الأخرى فمكثت غير بعيد من مكان وقوفنا و هي ترمقنا بنظرات طولية و عرضية " فصلتنا تفصيل ! " ..
و هي تتحدث مع صديقتها عبر الجوال ..هل كانت " تتميلح " ؟! أم كانت " تتميلح " ؟!
أحسنا الظن فيها و قلنا " تتميلح " ..

أثناء جلوسنا على طاولة الغداء كنا نتناقش عن الوضع الفضائحي المحيط بنا .. و استخلصنا إلى نسبة تقول :
5 % من البنات الموجودات في المول متغطيات .. و أسترهن من تضع نقاباً ..
و الأغلبية الغالبة كاشفات لأوجههن المتمكيجة .. حاسرات لشعورهن ..

لست مصلحاً اجتماعياً .. و لا أنا أحد منسوبي رجال الهيئة ـ الأفاضل ـ .. و لكني فرد من أفراد مجتمع نشأ على العفة و الستر ..
تضاربت في رأسي أسئلة عدة :

ـ ما هو السبب الرئيسي وراء تفشي هذه الظاهرة ؟!
ـ و هل هذه حقاً إحدى حقوق المرأة التي أغتصبها منها الرجال ؟!
ـ إلى ما ستؤول الأمور عليه ؟! و هل هذا بشير خير لتحضرنا ؟

!استمات عقلي في إجابة بعض الأسئلة و أعتذر عن التدخل في بعضها .. و لكنه توصل إلى قرار بسيط :
[ تزوج بدري قبل لا ... ]

كانت الوجبة دسمة .. وجبة الغداء و وجبة المشاهد المعروضة أثناء تناول وجبة الغداء ..
و في طريقنا للخروج لمحت عائلة سورية مكونة من أب و أم و ابنيهما ..

كانت الأم ترتدي حجاباً ساتراً لشعرها .. مبدية فيه وجهها .. و عباءة تخفي مفاتن جسمها ..
كانت جميلة بتسترها .. و أجمل في عيني زوجها لحفظها نفسها له ..

نعم .. كشفت عن وجهها مثل البقية من " المزز " ..
و لكنها اختلفت عنهم بابتعادها عن مساحيق التجميل .. و العباءات المخصرة و الروائح العطرية ..

لم يكن هدفها لفت الأنظار لها .. و استقطاب أكبر عدد من المعجبين " الخرفان " ..
بل كانت تسير على مبادئ دينية لم تظلم حقها و لم تهضم لها جانباً من جوانب حياتها ..

بعض البنات يميلون إلى التزيين المفرط لأشكالهن لاستمالة الشباب لهن .. فينخرطون في مشاكل لا أول لها و لا تالي ..
مستعملين كل أدوات الفتنة و التجميل و الزينة ..

و لكن لو ابتعدت البنت عنها لظهر من تحت الحجاب الـ " الكوع " الحقيقي .. حينها أقول لها :

اسمعي كلامي و .. [ افصخيه ] !

2009/05/10

[ عين و صابتني ]









[ عين و صابتني .. ! ]




العبارة الأكثر منطقية التي قصف بها ذهني ..



بعد تجهيزي لكوب الـ ( Tea Late ) خرجت مسرعاً إلى سيارتي متعضداً أوراق ملخصات الليلة الفائتة ..
أدرت محرك السيارة .. و انطلقت إلى الجامعة ..
عند المنعطف الأخير أفلت الكوب من يدي ليرسم خارطة من الشاي على بياض ثوبي ..
مما أدى إلى ارتباكي و اصطدامي بحاوية النفايات للمرة الثانية في " هذه السنة " .. !

[ عين و صابتني .. ! ]




تبرمّت قليلاً .. و لكن ، على من تبرمي أوجه ؟!
على الجهة المسؤولة التي تقوم برمي الحاويات في أي " قرنة " زعماً منها أنها بذلك تجعل من
الرياض مدينة أنظف ؟!
أم من وريقات الشاي التي لم تجد غير اللون الأحمر لتصبغ به ثوبي ؟!

في قاعة الامتحان .. و ما بين كر و فر .. و شحذ لبقايا الأجوبة القاطنة في أقاصي ذاكرتي ..
خططت كل ما أعرف و " ما لا أعرف ! " عن تلك الأسئلة العوجاء .. و خرجت ..
استوقفتني " شلة " الفصل لمراجعة أجوبة الامتحان معهم ..
ليخيب ظنهم جميعاً لحظة إخبارهم ـ بكل ثقة ـ بأن أجوبتهم الخاطئة تخالف صحة أجوبتي ..


و لكن الكثرة تغلب الشجاعة ..
فقد اجتمعوا على حلول لم تأخذ مساحة في ورقة حلي .. و ما اجتمعت أمتي على ضلالة !
[ عين و صابتني .. ! ]

عدت كسيراً إلى المنزل .. مطأطئ الرأس .. منكساً أعلامي .. و " معفوطاً " صدامي !
لم أكن لأخرج من ذلك الجو الكئيب لولا دعوة من أحد أصدقائي لمشاركته اللعب ضد إحدى الفرق ..
طالباً مني تعزيز منطقة الهجوم لهم ..
و لكن ـ و على غير العادة ـ انتهت المباراة بهزيمة كاسحة .. حيث لم أظهر بمستواي المعهود .. !!
[ عين و صابتني .. ! ]




في طريقي إلى المنزل سردت على صديقي مواقف يومي المشؤوم ..
مبرراً له سوء لعبي بأن هناك من يتربص بي الدوائر ..
فلا مجال لحدوث المصائب من غير عين عائن !!

ضحك من سذاجة عقلي .. و لم يعلّق ..

الخطوة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
[ التدوين ] .. حلم راودني كثيراً .. و وقفت دونه موانع فكرية و تخطيطية وجدت مكاناً مناسب في عقلي لإقصاء ذلك الحلم ..
و ما لبثت الفكرة تعود لتتأصل في رغبتي حتى رضخت لها ..
و ها أنا في أول المشوار [ كمدوّن ] أقوم بمشاركاتكم بوح قلمي و قلبي و فكري ..
أتمنى أن تكون مساحة مريحة لي و لكم ..