2009/06/25

روزنامة ألم ـ الجزء الرابع


[ 4 ]





.~.~.~.~.~.~.



كلميني عن حياتك ..
علميني ذكرياتك .. !
فضفضي [ لي ] ..
سولفي [ لي ] ..
كبري فيني غلاتك ..
قولي : " انت احلى الاماني
و انت عوني في زماني "
قولي : " انت شي ثاني "
أغلى حتى من حياتك .. !
قولي انك ما عشقتي ..
لا .. ولا غيري سرقتي ..
و احلفي انك ..
ماحرقتي غير روحي ..
يوم جاتك .. !!
واحلفي لي ..
إني أغلى من شموخ الناس ..
و أعلى .. !
قولي : " حبك انت أحلى "
ودي أسمعها بشفاتك ..
صارحيني ..
أنا راضي ..
من هو اللي بدون ماضي ؟!
قولي [ كل ] اللي في قلبك ..
اصدقي ..
تكمل حلاتك ..

كلمات : فيصل اليامي


.~.~.~.~.~.~.




.~.~.~.~.~.~.


ـ وش كثر تحبيني ؟!
ـ حط يدك تحت المطر .. شفت عدد القطرات اللي تطيح بيدك ..
هذا حبك لي .. و اللي طاحت بالأرض حبي لك .
و انت .. وش كثر تحبني ؟!
ـ آآآد كده هوه .
ـ يعني كم ؟!
ـ المسافة اللي بين إبهامي و سبابتي .



.~.~.~.~.~.~.










بعد انتهاء الفصل الأخير من العام الدراسي .. يممنا أنا و خالد ـ أخي الأكبر ـ شطر بيت أهلنا ..
و الذي يبعد مسافة الألف كيلو تقريباً عن المدينة التي ندرس فيها ..
و قد أعددنا العدة لكل شيء .. حقائبنا و أحذيتنا و بعض أغراضنا و كتبنا الجامعية ـ للمراجعة ـ .. و سواليفنا !

تناقشنا في أمور عدة .. و ما إن نستطرد في إحدى النقاشات حتى أعود بشكل غير مباشر للحديث عن الجنس الآخر ..
الإناث .. و ما أدراك ما الإناث .. ؟!

لطالما أحببت أن أخوض نقاشاً عميقاً في إحدى المواضيع التي تهمني و اطلعت عليها بما يكفي للخوض فيها ..
و مع أعمار مختلفة .. و أسماء مختلفة .. و أجناس مختلفة ..

كانت ـ و ما زالت بشكل مختلف قليلاً ـ قناعتي بأن الأصلح للشاب أن يتزوج فور إحساسه بأنه مستعد لتحمل مسؤولية شخص جديد في حياته !
فلا شيء يمنع الشاب عن الزواج غير المصاريف الأولية التي يكون حلها في نظري هو قرضاً من إحدى البنوك أو مبلغاً من المال يتسلفه من والده ..
يعيده له مع مرور الوقت حسب اتفاقهم ..
شرط أن يكون قرضاً .. لا هبة !

فإحساس الرجولة فيني لا يسمح لي أن أدع غيري ـ و لو كان أبي ـ أن يشاركني في إعالة زوجتي و عائلتي ..
و نظرتي لنفسي لن تكون كما هي حينما أعلم أنني لم أقم بواجبي الكامل تجاه هذه الأنثى التي عاهدت نفسي و ربي أن أرعاها ..

فرعايتي لها يجب أن تكون بي و مني فقط !
و قد يكون دافع الرفض فيني ينبع من منبع الغيرة أيضاً ..
فكيف لها أن تلبس لباساً من مال لم أكسبه بعرق جبيني .. بعد !
أو تقوي جسمها بقوت لا أتحمل تكاليفه لوحدي ..

فأنا وهي نعيش على أفضال غيرنا .. و هذا ما لا يرضاه عقلي و لا يقر له ضميري !

ـ ياخي البنات مدري شقول .. صرت أخق واجد ! لازم أتزوج !
ـ هاذي مشكلتنا والله .. بس نخق !
ـ ليه عندك اقتراح ثاني نسويه ؟!
ـ مشكلتنا اننا نحسب البنات ملائكة .. ما فيه شي يعيبهم !
نتخيل البنت على أحلى صورة نتخيلها .. بيضاء و لا هي دوبا و لا نحيفة .. و جسم مشدود ..
و شفايف وردية .. و ابتسامة تفتح النفس .. و عيون كبيرة و ناعسة .. و شعر أسود كثيف عالكتوف ..
ـ طيب لو تطمر الوصف الله يرحم امك و تخش في المضمون !
ـ الحقيقة غير الخيال ! صحيح انو فيه بنات يحملون هالصفات بس نادر ! و حتى لو كانو كلهم كذا الخيال يجملهم لك أكثر ..
تخيل زوجتك كذا بس فيها عيوب مختلفة .. مثلا ما تسكت أبد ! و زعولة .. و لحوحة في طلباتها !
لازم لما تتصور الأنثى تتصورها من كل النواحي .. زوجتك راح تمر بفترة في الشهر تكون نفسها في خشمها و مو طايقه شي .. و تحس انها مو نظيفة .
لازم تعرف انو ممكن تواجهها مشكلة ما راح تخليها تنام .. و في نص الليل راح تصحيك و تتناقش معاك .. و مو من صالحك انك تسفهها !
لازم تعرف ان البنت كائن بشري زيها زيك .. تعرق و تروح الحمام و تسوي شغلات غلط .. مو تتخيلها كاملة !
لما تكون واقعي بتفكيرك راح يخفف عليك هالشي من خقتك شوي .. و راح تكون أكثر منطقية في الرؤية و تحكيم الأمور ..
ـ معاك حق بالكلام اللي تقوله .. بس تظل أنثى .. و هالشي بحد ذاته خقق !



فرحة [ يارا ] بقدومي للرياض لا توصف ..
فلا زلت أذكر رسائلها اليومية التي تبين من خلالها حسابها لعدد الأيام المتبقية لعودتي !
كيف لا .. و هي المرة الأولى التي أعود فيها بصفتي حبيبها .. و زوجها ـ حسب قناعاتنا الداخلية ـ !

نظرتي لـ [ يارا ] تختلف كثيراً عن النظرة التي ينظر بها كل عاشق إلى عشيقته .. فهي لا تتعدى حدود الاحترام و الحب العفيف !
لم أفكر قط بالتفاخر بمكالمتها أمام أصدقائي .. فهي زوجتي التي لن يشاركني أسرارها أيَ مخلوق ..
و هي حبيبتي التي لن يطّلع على خصوصيتها أحداً أبداً !

لن أكون كبقية الشباب المتخلف الذين يكشفون هويات حبيباتهم .. أسمائهم و تفاصيل أشكالهم ..
فما الحب من دون غيرة ؟! و ما الغيرة من دون أن تجعل جمال حبيبتك لك وحدك ؟!

كثيراً ما كنت أجلس مع بعض الشباب الضائع الذين يكلمون أنواعاً مختلفة من البنات .. لا يعرفون من الحب إلا اسمه ..
فأنا و من على شاكلتي ـ و هم قلة و الله المستعان ـ نحب بكل ذرة في قلوب .. و نغار على حبيباتنا و نخاف عليهن ..
ننصحهن و نتمنى لهن الأفضل .. و لن يكون ذلك أبداً إن لم نكن نحن في محيطهم .. نرعاهم بأعيننا و نحفظهم بقلوبنا ..

فمن لهم غيرنا ؟!!

ما إن أجلس مع تلك الفئة [ الشباب الضائع ] ـ الذي أحمد الله أني لست منهم ـ حتى يشرعوا في الحديث عن حبيباتهم ..
و الخوض في تفاصيل علاقاتهم .. و صورهم اللاتي قاموا بإرسالها لهم .. و رسائلهم .. و كل خفاياهم ..
و بعضي يأكل بعضي حرقة و غيرة و ألماً !!

ـ يارا .. تدرين إني مستحيل اسوي لك كذا صح ؟!
ـ ايه ادري ..
ـ لأني أحبك و أخاف عليك .. و ربي ودي تصيرين أطلق شي بالدنيا ..
ـ واااااااي .. يلوموني فيك !



في كل ساعة تقريباً أقوم بكتابة موجز الفترة الماضية لـ [ يارا ] ثم أقوم بإرساله لها .. لتعيش معي لحظات سفري ..
ثم تقوم هي بالتعقيب على الموجز و ختم رسالتها بـ : [ انتبه لنفسك حبيبي .. ربي يحفظكم ] .

عند توقفنا في إحدى المحطات لملء بطن السيارة بالوقود .. و عند نزول خالد ..

ـ لا عاد تقولين [ ربي يحفظكم ] !
ـ ليه ؟!
ـ قولي ربي يحفظك انت بس .. خالد فيه امي تدعي له و ابوي و و .. انتي حقتي انا بس .. ادعي لي بس انا !!
ـ ربي يحفظك انت بس يا حبيبي .
ـ يالله ضفي وجهك .. جا .
ـ باي .



تأملت خالد كثيراً من غير أن أشعره بذلك .. و تذكرت نقاشنا القديم حول السبب الذي يمنع الشخص عن مكالمة البنات ..
لقد اعتدت أن تكون قناعاتي مبنية على أسس و أدلة تريح عقلي و تبين له أن الخطأ خطأ للأسباب التالية ..
و الصواب صواباً للأسباب التالية .. فالدين ليس إلا أوامر يجب التفكير في أبعادها حتى تتبين لك صحتها !
و بهذه الأوامر الربانية نبني حياتنا .. فهي الأصلح و الأقوم حتى و لو لم نفهمها !
و لو تناقش المرء بذهن صافي و عقل متفتح يقبل جميع الآراء و بفطرة سليمة لا يشوبها شائب عن دستور يقوم على إصلاح أمور الدنيا ..
لكانت نتائج نقاشاته تعود بشكل مباشر إلى أحكام ديننا !

ـ خالد .. ليه ما تكلم و تحب ؟!
ـ بصراحة فكرت في الموضوع .. طبعاً فكرت [ ليه ما اكلم ؟! ] و حاولت أعرف السبب اللي يمنعني ..
طبعاً أنا مستحيل أكلم .. بس أبي أعرف ليه أنا مستحيل أكلم ؟! وش اللي يمنعني ؟! ليه ربي ما حلل المرأة إلا في الزواج ؟!
ـ و وش توصلت له ؟!
ـ هي ميب قاعدة عامة .. بس تصلح لي .. أنا بصراحة منيب فاضي أكلم .. لأني لو كلمت راح تاخذ المكالمات كثر من وقتي ..
و أنا شخص عندي أهداف و شغلات أبي أسويها في حياتي .. و لما اكلم ما راح أفضى اني اسويها ..
و لو فرضا كلمت وحدة فما راح اصير مثل غالبية الشباب اللي يكلمون أو بالاصح يطقطقون عالبنات ..
أخاف اكلم و احب البنت و اتعلق فيها .. و تشغل فكري و تشغلني عن كل شي .. لين افكر اني اتزوجها .. و بالاخير يمكن ما اتزوجها ..
و اقعد طول عمري افكر فيها و يمكن اصرف النظر عن فكرة الزواج .. و و و ..
ليه !! وش الله حادني !
مو أنا الحين عايش حياتي بسلام .. ليه ما امسك نفسي و اذاكر دروسي و اجلس مع اهلي لين اتزوج !



بعد أشواط من النوم و المناوبة على قيادة السيارة .. و لمدة لا تقل عن السبع ساعات .. وصلنا ..
فكانت [ يارا ] هي الأولى التي أبث لها هذا الخبر .. و كم كانت فرحتها حينما صارخت بأعلى صوتها حتى كادت توقظ خالد من نومه !

ـ الحمد لله على سلامتك يا حبيبي .. والله الرياض منورة !
ـ أدري ..
ـ بوجودي أنا طبعاً .. !



لا أعلم كيف كانت ليلة [ يارا ] بعد أن أصبح حبيبها أقرب لها .. و لكنني أعلم أنها لم تكن بروعة ليلة أمي التي لم تتردد قط باحتضاني بكل قوتها ..
و توزيع قبلاتها على جميع أنحاء وجهي الخجول من تمردها على رجولتي ..
عدت للحظات إلى ذلك الطفل الذي لا يعلم من الدنيا إلا [ ماما ] !
نظرت إليها و دموع الفرحة تكسو وجهها الطاهر .. كأصدق وفاء و أبلغ ترحيب .. و قالت : وحشتيني !
ثم عادت لتطوقني بذراعيها و كأنها تحاول أن تتشبث بي خشية أن أهرب منها إلى أي مكان يبعد عنها !

تفكرت كثيراً في هذا الحب الذي تكنه أمي لي ..
روعته و قوته و صدقه و صفائه .. و تفكرت في حبي لـ [ يارا ] .
ثم حب أمها لها و خوفها عليها .. ثم أخرست عقلي و ضميري الحي !
















حبيبي


عندما تكون ملاذاً لأفكاري وقت فراغي فهذا يعني .. أني أحبك .
و لكن .. عندما تشغل فكري وقت انشغالي فهذا يعني .. أنك تجاوزت مرحلة الحب بمراحل !

دنوت مني فرفرف قلبي إلى طبقات سماوية أعلى من ذي قبل ..
فلا أعلم أي قوى تدفعني إليك .. و أي عوامل تعريني من واقعي .. معك !

عندما أنجذب إليك .. بقلبي و روحي و تفكيري و خيالي و أحلامي ..
أعلم يقيناً أن هناك جاذبية فاقت ـ بقوتها ـ جاذبية الأرض !

وجودك معي يخيفني ..
فأنت أروع من أن تكون حقيقة !
و أنت أرقى من أن تقبل بي عشيقة !

كل شيء في حياتي أفعله .. من أجلك ..
فمن أجلك آكل و أشرب و أنام و أسهر ..

تتحكم فيني بكل جبروت .. و أرضى !
لم أر في الوجود مثلك .. و لن !

أحبك



2009/06/22

قطعة من الجنة







فجر أمس لم يكن كأي فجر مضى ..
فجر أمس كان قطعة من الجنة ..
كان كل شيء سعيد .. كان كل شيء ينضح بالأمل !


فجر أمس .. يآآآهـ كم طال صبري لذياك الفجر .. و ما أجمله من فجر !
فجر أمس .. رزق الله صديقي ببكره [ يارا ] ..

يارا .. هل خالط الهواء نفساً أنقى من نفسك ؟!
هل رأت العيون جمالاً يطغى على جمال وجهك ؟!
هل سرت الفرحة في أواصري كما سرت حينما زفوا إلى خبر مولدك ؟!


نعومة كفيك تعلم الشهد دروساً لا تنتهي من الرقة و العذوبة ..
و على شفاهك ترتسم ابتسامة تقف على إثرها حروب و تقوم حروب !

صوت أنفاسك الطفولية تشعرني بدفئ الأمان .. و راحة بال لا تنتهي ..
أحببتك قبل أن أراك .. حب لذلك الرجل الذي عاشرته سنيناً فما كان إلا الخير حيث كان ..

أحبك .. و أنا لا أعلم من أين تستنزفين كل هذه المشاعر مني ..
و لمَ كل هذا الشوق للقياك .. و كأنك قطعة مني ..

يارا .. يا باكورة أشجار الربيع ..
و يا قطعة من الجنة ..

كوني كما تكوني .. كما يريد أباك أن تكوني ..
كما يريد ربك أن تكوني ..



أهلاً بك معنا في عالم يضطرب بالآلام ..
لتكوني رمزاً للأمل .. للحب .. للصدق .. لكل شيء جميل ..

عمو فراس



رسالة خاصة : ألف مبروك حبيب قلبي أبو يارا ، الله يجعلها قرة عين لوالديها .