2009/06/11

روزنامة ألم ـ الجزء الثاني

[ 2 ]





.~.~.~.~.~.~.


يوم شفتك ..
خفت من عيني .. [ عليك ]
من كثر سحر العيون الناعسات .. !
كن حسن الكون كله ..
بين ايديك ..
التقى بين [ الرموش الساحرات ] .. !
في عيونك شي ـ يا عمري ـ أبيه ..
في حياتي لك ـ يا روحي ـ حياة ..
لا تلوم اللي تولع حيل
[ فيك ] ..
غير شوف العين ..
لا ما له سواة !!
من جمالك .. هزني كل شي فيك ..
من عيون ..
و جيد ..
و أهداب .. و شفاة ..
لك بنار الحب قلب يرتجيك
لي عيون في دلالك حايرات .. !
لا دلال ..و لا جمال .. معتليك !!
فوق مدلول الحلا .. [ حلو الصفات ]
ان بعدني الشوق ..
يجبرني أجيك ..
و ان لمحتك ..
أذكر الله في سكات .. !

كلمات : مجهول


.~.~.~.~.~.~.




.~.~.~.~.~.~.


ـ جاوبي و باختصار شديد .. من يحب الثاني أكثر ؟! أنتي و الا أنا ؟!
ـ امممممممممممممممم ..
ـ فكري زين قبل لا تجاوبين !
ـ أنا أحبك أكثر .
ـ طبيعي جداً انك تقولين انو حبك لي أكثر من حبي لك لأنك مجحفة في حقي !
ـ يؤ !
ـ يعني انتي الحين قستي حبك و حبي و تأكدتي من اجابتك ؟!
ـ لأ ! بس أنا أعرف انو حبي لك ما له قد !
ـ طيب يمكن أنا حبي ماله قد زيك أو أكثر !
عموماً لو فرضنا ان حبي لك أكثر من حبك لي فهذا يعني ان قلبي كبير مرة مرة .
و لو فرضنا ان حبك لي اكثر من حبي لك فهالشي يعني اني انا مسوي لك اشياء كثيرة حلوة و مريحك معي
و كلش من ناحيتي عاجبك إلى درجة ان حبك صار اكثر من حبي لك .. و هالشي يعني انك مقصرة في حقي ..
في كلى الحالتين أنا أحسن منك .
ـ فيلسوف !


.~.~.~.~.~.~.








بعد انصرام الأسبوع الأول الذي جمعتني كلمة [ أحبك ] بيارا .. ما زال حبها ينبض في قلبي و على شفتاي ..
و ما برح مخزون الحب الذي اختزنته لها يزداد يوماً بعد يوم ..
ككرة الثلج المتحدرجة من قمم الجبال تكبر و تكبر مع مرور الوقت !

غالطت كل أحاسيسي و توقعاتي و فلسفاتي ..
ففي أحد الأيام و أنا متجه بسيارتي إلى المكتبة للإطلاع ـ فقط ـ على جديد الكتب .. اتصلت بداعي الشوق إلى صوتي ..
و أخذتها [ أبثرها ] بأن صوتي ما إن تفكه حتى تعجز عن أن تصكه ..
و قادنا هذا التهكم إلى قذائف عشوائية من السخرية على بعضنا أعقبه شوط من الرومانسية ..
ثم عدنا لنتناقش حول فلسفاتي :

ـ شوفي .. أنا من وجهة نظري ان الحب له مخزون محدد ينقص مع الأيام .
ـ شلون ؟!
ـ يعني تخيلي معاك كيسة أو قولي غرفة .. مخزنها فيها حبك .. انتي مع الأيام كل شوي تعطيني شوي لين يقضى هالحب ..
ـ يعني الحين لو نبتل نحب بعضنا يبي يجي اليوم اللي يقضى فيه مخزون الحب اللي عندي و لا راح اقدر احب زوجي حتى !
ـ والله ممكن .. بس برضو تكملة الفلسفة انو هالمخزن ممكن تستعيدين حبك له بمجرد انك تبعدين عن علاقات الحب .
و لكن استعادة الحب ما راح تكون زي ما عطيتيها اول مرة .. راح ترجع حبة حبة و مو كاملة .. الا و الا تعلق معاها الذكريات .
ـ لا مستحيل .. انا مع الايام حبي لك يزيد .. ما ينقص !
ـ حبيبتي .. انا حالة استثنائية .




أصبحت يارا هي شغلي الشاغل .. و فكرتي العظمى التي تدور من حولها جميع فلسفاتي و نظرتي للحياة .
فأي شيء أمتلكه أو تواجد في محيطي أربطه بشكل أو بآخر بتلك الأنثى ..
فغرفتي لها فيها لمسات و آراء ..
و لبسي .. اصطفت لي من الألوان ما يحوز على رضاها و إعجابها ..
فنظريتها في أن ألبس ما يعجبها لو لم يتوافق مع ذوق الكل .. و تنهي نقاشها : [ انت تتزين لمين غيري ! ]
جوالي لا معنى له لو لم تتواجد ضمن أسمائه ..


ـ وش مسيميتني في جوالك ؟!
ـ توأم روحي . و أنا ؟!
ـ مسميك وع .
ـ ليه !
ـ لأنها أول كلمة قلتها في نفسي يوم قلتي لي أحبك .




الواقع شيء .. و الواقع مضاف عليه يارا شيء آخر .. فكثير من القصائد لم أكن أفهمها ..
و لم أقتنع يوماً بالرومانسية .. و لا بروعة الجوري حينما تدهى .. أو إشراقة الشمس في الصباح ..
أو مدى جمال القمر ..
لا لا .. القمر لم و لن أقتنع يوماً بجماله .. !

انفتحت شهيتي للأكل أكثر مما كانت عليه قبل تلك الكلمة السحرية : [ أحبك ] .
و رأيت الحياة بمنظور آخر .. حتى بت أكثر فلسفة .. فلم أرضَ للحب تعريفاً غير تعريفي .

ـ وش تعريفك للحب ؟!
ـ اممممممممممممممممم .. انك ترتاح للشخص مرة .. و انت ؟!
ـ الحب من وجهة نظري هو أنك تشوف الجانب المشرق من حياتك لما تلاقي حبيبك .
ـ واااو .. !! طيب ممكن أغير اجابتي لو سمحت ؟!



تتكرر الأسئلة مراراً و تكراراً على عقلي الحي .. و كأنه يرسل تحذيرات يومية متتالية إلى قلبي عليه يفيق ..
أو يرثي لحاله فيستجيب .. !
ترددت في ذهني تساؤلات عدة .. لماذا أعيش قصة حب ؟! و هل أنا أحتاج لهذا النوع من التجربة أم لا ؟!
هل فعلاً يوجد هذا الشيء المسمى بـ [الفراغ العاطفي ] ! أم هو مجرد تعبير ابتدعه أحد المؤلفين فتداوله الجميع !
لماذا لا أحب أمي و أبي كحبي ليارا ؟!
و ما هذا الانجراف الهائل لتعانق أذني رنة صوتها ؟!

في بعض الأحيان [ أشطح ] بتساؤلاتي حتى أخرج عن حدود الدين قليلاً .. فهل يحق لي أن أحبها كل هذا الحب ؟!
حتى يطغى حبها على حب الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ !!
فمهما فعلت .. لن يتزعزع شعور الدين و الخوف من رقابة ربي الذي يتملكني .. بل و يتلبسني !


و ما أن أغوص في بحر تساؤلاتي حتى يقطعني قاطع الاستغفار من هذه الوساوس الشيطانية ـ على حد قولي لأسكت ضميري ـ ..
فيارا لم تفعل شيئاً لتستحق هذا التفكير الخاطئ في علاقتنا البريئة التي تحد بحدود الشرع !
مجرد مكالمات هاتفية و [ أحبك ] و [ وحشتيني ] لا أكثر و لا أقل ..
فهي الآن تعتبر من ضمن صلاحياتي الخاصة .. كأني لها محرماً .
فهي باختصار زوجتي ما قبل الزواج حتى أتزوج ..
و هي التجربة التي إن نجحت فيها الآن فسأحضى بزواج ناجح لا تشوبه الخيانات أو المشاكل !

ياه ! كم ارتاح لحديث قلبي العف .. !


ـ حبيبي .. وش تبيني أسوي لك ؟! يعني وش الأشياء اللي ودك تغيرها فيني عشان تحبني أكثر ؟!
ـ كلك على بعضك عاجبني .
ـ لا جد .. قول وش تبي ؟!
ـ جد ؟!
ـ ايه .
ـ طيب .. أبيك تغيرين حركة الرمية ذي لأنها تخقق العيال .. يعني البسي حجاب و تغطي زين .. عباية راس و دسوس و كلش ..
أبي ما يطلع منك و لا هه !
و أبي قبل لا تطلعين أي طلعة تدقين علي و تستأذنين و تقولين لي أنتي طالعة مع مين و لوين و ليه ؟!
أبي تعدلين طريقة كلامك اللي رافعتن ضغطي .. و تتكلمين زي الناس !
أبي اذا طلبتك شي تسوينه .. ما تحتريني أطلبك مرة ثانية لاني ما احب اطلب مرتين أبد !
أبي اذا كتبت قصيدة و الا خاطرة و الا أي شي و قريته عليك تعطيني رايك .. مو بس تقولين [ اممم حلوة ] .. !
حاولي قد ما تقدرين تبعدين عن اللون الأسود في لبسك .. يجيب الكآبة و ربي !
و مو كل ما احتد النقاش بيني و بينك تقولين لي [ ليه معصب ؟! ] قلت لك ما أعصب .. و هالكلمة تنرفزني !
حاولي قد ما تقدرين في أي مشكلة اقولها لك توقفين بصفي حتى لو أنا الغلطان ..
يعني قولي حبيبي انا متفهمة انك سويت كذا و كذا .. و احسن يستاهلون و و و .. حتى لو انت غلط انا معك ..
لانو بهالطريقة تحسسيني من جد انك واقفة بصفي و اني نمبر ون في حياتك .. مو توقفين بفصهم !
حافظي على صلاتك و خلي لك ورد من القرآن .. و زيني علاقتك مع امك .. و اخوك الصغير ارحميه !
لازم تعتمدين على نفسك أكثر .. لين متى و انتي دلوعة الماما و البابا ؟!
لازم تاخذين حقك كامل و لا ترضين أحد يغلط عليك و يضحك عليك .. و لازم تعرفين قبل كل شي انك حلوة ..
لا تقعدين توقفين قدام المراية و تقولين انا شينة و شكلي شين و لبسي شين ! لأن الناس يناظرونك بعيونك ..
اذا وثقتي من نفسك و حسيتي انك قد المسؤولية و انك فلة و حلوة كل الناس راح تشوف نفس الشي ..
تعلمي الطبخ و الرماية و ركب الخيل .. لا جد .. تعلمي الطبخ .. و حاولي تكونين مهمة في أي محيط تدخلينه ..
اذا عطيتك بزي لا تدقين مرة ثانية ! لين ارجع ادق انا .. لاني يا اصلي يا منيب في المود يا جنبي أحد ..
اممممممممممممممممم .. بس هذا كل اللي في بالي ..
ـ وين [ كلك على بعضك عاجبني ] ؟!



إنني أسعى بشكل أو بآخر لأن أكون ذا أهمية في حياة الأشخاص الذين يحيطون بي ..
و لا أرضى أبداً بالمرتبة الثانية في حياة من لهم مكانة خاصة في قلبي ..
حتى أجد ذلك الشخص المميز كـ [ يارا ] .. و أعلم أنني الأهم في نظرها ..

فلا أجد سبباً يدفعني للمزيد .. !
أو إثبات الذات ..
فتكون الحياة بأكملها مجرد هامش يقف على أعتاب بيت رضاها و سعادتها ..

فأهدافي كلها و مبلغ طموحاتي ترتبط بشكل أو بآخر في إثبات أهميتي لدى الآخرين حتى أصل لدرجة الرضى بالذات .
و ها أنا قد وصلت إليها بمجرد أن شعرت بأهميتي في حياة يارا .















حبيبي


قبل أن ألقاك في حلمي أردت أن أكتب لك هذه المشاعر .. فتنح عن قلبي قليلاً ليعتدل في جلسته ..
و يخرج كل ما يدور في خلده .. دون حياء من منك .. أو هيبة من رجولتك ..
أرعني سمعك .. فما أنا بصدده هي عبارات تمردت على حصن خجلي .. لتهرب إليك ..
فلا تمنعها .. فهي جزء مني ..


كنت دوماً حلمي الذي لم أرد الاستيقاظ منه أبداً ..
حتى أصبحت واقعاً يصعب معه النوم !
تحاملت على نفسي و فضحت بلساني حبي .. حينما أيقنت أنني أساق إلى حكم الإعدام بلا جناية !
ما بين مشنقة الابتعاد عنك أو كرسي البقاء معك و كبت مشاعري تجاهك ..
أحببتك فور اقتناعي بأنك تستحق هذه الثقة مني .. و أنك الوحيد القادر على تحمل مسؤوليتي ..
قررت ـ بلا هوادة ـ أن تكون شريكي و لو لفترة من عمري ..
أشاركك بكل شيء فيني .. قلبي و عقلي و كلامي و ذوقي !
و أيقنت أني أسيّر بمحض إراداتي إلى مزيد من الحب و الهيام .. و التفكير في شخصك المغرور !
فكنت كما أنت .. و نلت ما توقعت منك ..
فما لعين أن تبصر مدى اتساع قلبك الذي حواني بكل ما فيني .. !
احتضنت مشاكلي .. و سهرت من أجلي .. و دعوت الله لي في وقت يأسي ..
و لا ترض للحزن مكان في حياتي .. فكيف لا أحبك !

قلبي ليس مثل قلبك يا [ رجلي ] .. فأنت أشد مني قوة و بأساً ..
و لا أعلم مدى حبك لي .. و هل تفوقني أم لا ..
و لكنني متأكدة من شيء واحد .. أنني أحبك بكل مساحة في قلبي ..
حتى أخرجت بعضهم منه ليتسع لحجم مكانتك فيها !!
فما وسعت ! فلم أستطع سوى أن أوزع ما تبقى منها على بقية جوارحي و عقلي .. و حياتي ..

أحببتك حتى أشحت بناظري عن جمال الكون ..
علمت أن الرجال ليسو سوى أعداداً تحاول أن تشبهك .. حبيبي ..

أحبك حباً جنونياً .. و أدعو ربي في كل ليلة أن يقبض روحي و أنت تحبني ..
لأني أعلم ـ و لا تعلم ـ أنها ستقبض حينما تبتعد عني .. !


أحبك

2009/06/09

الألوان









قبل عدة سنوات توصلت إلى فرضية تقول : " لو عرض لون واحد على شخصين مختلفين لرأى كل شخص
منهما لون مختلف عن الآخر و لو باختلاف درجة اللون "
.


ترجع هذه النظرية إلى موقف .. كنت على يقين تام أن أحد أعمامي لديه " عمى ألوان " .. و الذي طالما استأسدت في إنكار ذلك !
أجريت له اختباراً بسيطاً .. فطلبت منه أن يميز لي ألوان إشارات " المودم " .. و الكل يعرف أن لإشارات المودم لونان .. أحمر و أخضر ..
قال : سهلة ! كلها أصفر ..


الخبر انتشر بسرعة البرق في جميع أنحاء المنزل بأن عمي مصيب بـ " عمى الألوان " ..
و ما زاد الأمر غرابة هو أنه رسام و يجيد استخدام الألوان بجميع أشكالها !

استمر عمي في إنكاره .. فقمت بإحضار " كتالوج IKEA “ و فتحت على صفحة تدرجات الألوان ..
و استطاع من خلالها معرفة جميع الألوان ..
مع بعض الأخطاء البسيطة التي تواجدت بين تدرجات الأخضر و البني !

مدافعاً عن نفسه قال : [ قد يرجع سبب عدم مقدرتي على التفريق بين الألوان هو عدم معرفتي لأسمائها الحقيقية ] .


هنا ، انتهى الموقف و أخذت الفكرة تتقلب في عقلي على نار هادئة .. حتى توصلت إلى فرضيتي التي تقول أنه قد يعرض لنا لون ما ..
و لنقل أنه اللون الأزرق ـ مثلاً ـ .. قد نتفق جميعاً على تسميته بالأزرق .. و لكن ما الذي يثبت أن اللون الأزرق الذي أراه هو نفسه ما تراه ؟!

و من هذه الفرضية نتوجه إلى تبرير اختلاف الأذواق .. فقد أجد أن لباساً بألوان ما جميل جداً .. في حين يجده غيري عادي أو بشع !
و ذلك لأنه يرى مزيجاً من الألوان الغير متناسقة .. و أنا أرى مزيجاً مختلفاً أكثر تناسقاً ..

بحثت كثيراً عن حل لإثبات هذه النظرية ..
في أول الأمر قلت : [ يجب أن تكون هناك آلة تصوير توضع على عدسة العين تقوم بالتقاط الألوان التي يراها الشخص ثم
تعرض لشخص آخر ]
.

و لكنه في نظري حل خاطئ ـ نظرياً أيضاً ـ ..
إذ أن الشخص الذي سيرى الألوان من على الشاشة سيراها بعينيه و يرى نفس التدرجات التي يراها دائماً ..

لمزيد من التوضيح : عرض اللون الأحمر على أنس و محمد .. أنس بعينيه يراه أزرق و لكنه يسميه أحمر ..
محمد يراه أخضر و لكنه يسميه أحمر .. لأنهما حفظا هذا اللون من صغرهما على أن اسمه أحمر ..

فلو قمنا بإحضار آلة التصوير و وضعناها على عدسة أنس لظهرت في الصورة أنه اللون الأزرق ..
ثم تعرض الصورة على محمد فيراها أزرق لأنها لا تختلف عما كانت عليه من قبل ..


لذلك في نظري أن الحل الوحيد هو وجود آلة تقوم بتحليل الألوان التي تراها العين إلى أرقام مثل رموز الألوان في الكمبيوتر ..
و بهذه الطريقة يستطيع كل شخص أن يرى الفرق بين ما يرى من ألوان و ما يراه الآخرون !


سؤال أخير يقول : إذا كانت نظريتي صحيحة ، فلماذا هناك اختلاف في نظرة الناس للأوان ؟!

أقول : الألوان تختلف عن بعضها البعض بطولها الموجي ..
لذلك قد تنكسر الألوان في بؤبؤ العين فتحدث أطوالاً موجية مختلفة لدى كل شخص .. لاختلاف البؤبؤ من شخص لآخر ..



هذه فرضية و ليست نظرية .. و لكني أميل إليها كثيراً ..