2009/05/20

يا مطوّع ..








و أنا " منبطح " على سريري استعداداً لإعادة شحن بطارية جسدي .. كنت أعيد شريط أحداث يومي بكل
" فهاوة " .. عادة أحب من خلالها فرز سلبيات يومي لتداركها في القادم من الأيام .. و إيجابياته لتعزيزها
و الاستمرار عليها ..

كان ليلة كسائر الليالي .. " هجولة " في شوارع الرياض في إحدى سيارات " الشلة " .. و بسبب اختلاف
الآراء و الأذواق اتفقنا على ألا نشغل المسجل .. أحاديث كثيرة دارت في تلك السيارة الصغيرة .. أربعة شبان
استطاعوا ـ و بقدرة قادر ـ أن يتطرقوا لجميع القضايا و يحلوا جميع المشكلات الإقليمية منها و الدولية !

هكذا هي " شلتي " الجامعية .. بسيطة في تعاملاتها .. بشوشة في ملامحها .. اجتماعية في أسلوبها .. لم
نبذل أي مجهود في بناء هذه الصداقة الجميلة .. و إنما جاءت بكل بساطة و عفوية ! طبيعية كطبيعة النفس
البشرية لإشباع غريزة الظمأ من النبع الزلال ..

كانت ليلة تدور حول أحداث الماضي و الذكريات .. و [ من تكون انت قبل نعرفك ؟! ] .. كان الحديث يتناقل
بلا تنظيم أو تنسيق .. أجواء غير متكلفة .. و مقاطعات و مداخلات تزيد الجو جمالاً و روعة ..

بعد " التنحنح " و " تضبيط " الجلسة بدأت في سرد تفاصيل مقاطع من الماضي حول شخصيتي .. و لأي
مدرسة انتسبت .. و المواقف التي حصلت .. و الحلقة التي شاركت فيها ..

هنا تفاجأ الجميع .. [ كنت مطوع ؟!!! ] .. ابتسمت ابتسامة تغني عن ألف عبارة .. مشدوهة أعينهم تجاهي
بانتظار الإجابة البديهية .. هدوء .. توقعات و استغراب .. [ ليه منيب مالي عينكم الحين ؟! ] .. [ تخيل
شكلك بلحية ! ]
.. و ضحكات تزيد السيارة ضجيجاً ..

تعليق من هنا و تعليق من هناك .. و أسئلة تتعلق بالتصريح الأخير و الذي كان بمثابة سبق صحفي لأصدقائي
الذين اعتقدوا في بادئ الأمر ـ في أيامي الدراسية الأولى ـ أنني شيعي ! و حينما سألتهم عن السبب
كانت الإجابة .. [ ما تتكلم كثير ] .. ! " لا يا شيخ ؟! " ..

أخذ ينحني الحوار في السيارة إلى منحنى جاد أكثر من ذي قبل .. فبـ [ وش يعني " مطوع " ؟! ] بدأنا
النقاش .. كان نقاشاً بلا أدلة .. نقاشاً مبني على استنباطات و تحليلات .. و لكن بالرغم من بساطته
إلا أنه وجد حيزاً كبيراً في نفوسنا و عقولنا ..

[ كنت و ما زلت مطوع ] .. إذا كان المصطلح يعني أنني أصلي و أصوم .. إذا كان يعني أنني أحب الله و
رسوله .. أسعى للخيرات و ترك المنكرات .. أظهر الإيمان و أبطنه .. أخشى عذاب الله و أرجو رحمته ..
تركي لبعض الأوامر التي يحتمها الدين علينا لا تعني خروجي من الملة ؟! و لا تلبسني لباس الفسقة
و المتزندقين .. إنما هي دلالات على تقصيري في هذه الجوانب .. راجياً من الله أن ينعم علي بقوة إيمان
أستطيع من خلاله إكمال ما تبقى من نقص في ديني ..

إعفاء اللحية .. و تقصير الثوب .. و لبس الشماغ من غير عقال .. شكليات يتميز بها " المطاوعه " ..
و لكنها لا تعني أن كل من وجدت فيه هذه الدلائل " مطوع " ! كم من حاسر لشعر رأسه .. مسبل
إزاره .. حالقاً لحيته أفضل من غيره ممن يتفاخرون بـ التزام أجوف !

لم أعد أذهب للحلقة و لكني أستذكر القرآن .. أحلق لحيتي و لكن حب الله في قلبي ما زال موجود ..
كم هو رائع أن يوافق مظهرك مخبرك .. و لكن الإسلام يوزن بالتقوى .. و التقوى محلها القلب !

هناك 7 تعليقات:

  1. الله يزديك إيمان ويقربك لربك ياررب
    ترى اللي مثلك أحسن من ( ميه مطوّع )

    ردحذف
    الردود
    1. قل لي بالله كيف حكمت هذا الحكم المجحف !!!


      ولا هو قصور في الاستاذ فراس لكن المؤمن الي تظهر عليه سمات الصلاح افضل بلا شك من العكس

      استغرب فعلاً من الحكم على "المطاوعة" ان التزام اغلبهم أجوف ، لنا الظاهر والله يتولى السرائر .

      اعلم ان التعليق قبل اكثر من سبع سنين لكن وجوب الرد
      (:

      حذف
  2. الله يثبتك دائمًا و أبدًا.

    ردحذف
  3. اخي الفاضل لاتنسى دائما هذا الدعاء اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
    اسأل الله العلي العظيم ان يوفقك لمافيه خير لك في الدنيا والاخره

    ردحذف
  4. اختك في الله

    ردحذف
  5. ماشاء الله ماشاء الله الله يحفظك

    ردحذف
  6. ان شاء الله اسير زيك ياااارب

    ردحذف

أشكر لك اهتمامك و تعليقك