2009/07/09

روزنامة آلم ـ الجزء السادس

[ 6 ]





.~.~.~.~.~.~.



أوعديني تجين ..
و حاولي ما تجين .. !
خلي الشوق يتمناك ..مايوصلكـ
امنعيني حنانك .. و احرميني الحنين ..
و اتركي لي مجال .. أحن واشتاق لك !
من يجي بالسهوله ..
[ ما يسمى ثمين ]
و من لقيتي قبلي .. يجي ما يقبلك
قلت لك : " لا تكوني طيبة تدمين "
هاه .. لا يجي يوم تقولين ما قلت لك !!
ما اسهلك لا زعلتي ..
كيف ما تزعلين ؟!
شفتي وشلون صرت أقول لك :
" يا ماسهلك " ؟!
وش خذيتي من القلب [ الحنون الأمين ] ؟!
وش كسبتي من اللي ..
قال لك : " ما أنبلك " ؟!
احرقي هالقلوب ..
جربي تكذبين .. !
في يديك ..
قلعتين
و خيل ..
والجند لك !!
يا ذكيه تراها كلها نقلتين ..
انقلي ذي .. بدل ذي
و اصرخي : " كش ملك " !!

كلمات : مساعد الشمراني


.~.~.~.~.~.~.




.~.~.~.~.~.~.


ـ إذا تزوجتي بتقولين لزوجك إنك كلمتي ؟!
ـ لا ما راح أقول .. إلا إذا سأل .
ـ و إذا سأل .. راح تقولين له ايه كنت أكلم ؟!
ـ ايه .
ـ ليه !
ـ لأني أحبه و ما ودي أخبي عليه و أكذب عليه !
ـ بعض الأحيان كذبك يكون من باب حبك للشخص .
ـ شلون ؟!
ـ أولاً : وش راح تستفيدين لما يدري زوجك انك كلمتي قبل ؟!
هو أصلاً ما سألك عشان يسمع هالإجابة .. و لو سمعها راح تتعب نفسيته .. و ممكن يبدأ يشك .
و مع الأيام راح تكون باب للمشاكل .
ـ يعني أكذب !
ـ ايه اكذبي .. عيشي انتي تأنيب ضمير كذبتك .. و تحملي غلطتك .. و لا تعيشينه في مشكلة ما يقدر يحلها !
احلفي انك ما كلمتي قبله أحد .. و صححي غلطتك بأنك تخلصين له و تضاعفين حبك له .. لأنه يستاهل أكثر .
ـ مدري .
ـ بس أنا أدري .. لأني أعرف قلبي ما يقوى هالصدمة ..
ـ بسم الله على قلبك .






.~.~.~.~.~.~.








وقع الاختيار علي هذه المرة لمصاحبة أبي إلى جنوب أفريقا لحضور المؤتمر الطبي المنعقد هناك ..
و ها أنا أحمل الحقائب التي وضعت فيها بعضاً من الكتب كي أستغل أوقات فراغي بها ..
و لكن كعادتها .. لم تكن إلا حملاً زائداً في سفراتي .. !

ـ حبيبي .. لسى ما شبعت منك !
ـ وش أسوي ؟! أبوي يحب ياخذنا معه عشان نشوف الأطباء كيف يتعاملون مع بعضهم و نشوف كيف المؤتمرات ..
هالشغلات راح تفيدني بعدين .
ـ أدري والله أدري .. بس ما يمديك تكنسل هالسفرة و تخلي واحد من اخوانك يطلع مكانك ؟! و انت تطلع بعدين ؟!
ـ لا مقدر والله .. مدري المرة الجاية ممكن تكون عندي دراسة و ما يمديني .. و أنا أبي أشوف جنوب أفريقيا ..


العائلة الكريمة تملأ مقاعد السيارة .. كي نتشارك طقوس الوداع .. بالأحضان و الدموع ..
و كأنها رحلة ذهاب بلا عودة ! و جوالي لا يتوقف عن استقبال الرسائل !

ـ " حبيبي .. أول ما تفضى كلمني .. والله ما راح أسامحك لو سافرت و لا سمعت صوتك !! "

ها أنا ذا و لأول مرة أتردد مراراً قبل أن أقوم بالاتصال بها .. فما زال حديث محمد في تلك الليلة يدوي في داخلي ..
أخشى المجاملة .. و أن أكذب في كلمة أحبك .. فأنا أعيش الآن مرحلة تساؤل مؤرقة : [ هل فعلا أحبها ؟! ] ..
هل هذا الشيء الذي أنا واقع فيه هو [ الحب ] حقاً ؟!
لماذا أشعر و كأني سلكت المسلك الخاطئ !! لم أشعر بهذا الشعور قط من قبل !

و بعد تجاوز منطقة الجوازات اتصلت بـ [ يارا ] .

ـ هلا والله .
ـ .........
ـ تصيحين !
ـ عزيز تكفى تكفى تكفى .. طلبتك لا تسافر ! خلك معي أحتاجك !
ـ يا عمري انتي والله .. عاد ما يحتاج صياح ؟! أسبوع بالكثير و انا منور الرياض مرة ثانية .. !
ـ [ أسبوع بالكثير !!] انت تدري اني ما اصبر عنك ساعة ! تقول اسبوع !
ـ قلت لك راح ارسل لك موجز كل يوم عن الاشياء اللي تصير لي هناك .. و ما راح أقطعك قد ما اقدر !!
ـ حبيبي .. لما تكون هنا غير لما تكون هناك .. اتطمن انك حولي حتى لو ما سمعتك ..
هناك ما راح اسمعك و لا انت حولي !
ـ يارا ..
ـ .......
ـ يارا !
ـ هاه !
ـ كلها اسبوع و ارجع .. و ربي صعبة علي حتى انا .. بس ما تدرين .. ممكن هالاسبوع يزود معيار الشوق و الحب في قلوبنا ؟!
ـ ما ابيه يزيد ! كذا عاجبني بس اقعد ..
ـ يارا .. تناقشنا في هالسالفة من قبل .. و قلت لك لا تصعبين الوضع علي .. ممكن هالطلعة تأثر على مستقبلي التعليمي تأثير إيجابي !
ـ شوف عزوز .. تبي تسافر سافر .. خلاص انا ما لي كلمه ..
ـ يا الله ! و ربي ترفعين الضغط !
ـ أنا أرفع الضغط ؟! أنا يا عزيز ؟!
ـ ايه انتي ..
ـ و ليه ؟!
ـ قلت لك لا تقعدين تستعطفيني باتهامي بأشياء مو فيني !!
ـ وش قلت أنا !!
ـ تقولين ما لي كلمة !
ـ لو لي كلمة كان قعدت .. و لو لي خاطر كان سمعته !
ـ يعني لو قلتي لي أطب بالنار أبطب ؟! لا طبعا !
ـ و انا قلت لك طب بالنار !
ـ شوفي يارا .. انتي كلمتك على عيني و راسي .. و تعودت منك المنطقية في اتخاذ القرارات ..
بس منعك لي من السفر نابع من منبع اني راح اوحشك فقط .. و هالشعور لازم نعيشه الحين و الا بعدين .
ـ طيب نعيشه اذا اجبرتنا الظروف نعيشه .. مو بيدينا نتخذ هالقرار !
ـ طيب لو فرضنا اني قعدت .. وش تبيني أسوي ؟! أكلمك و بعدين ؟! راح تعرفين اخباري هناك بالرسايل زيها زي لما اتصل عليك الحين !
ممكن هاذي هي الفرصة الوحيدة اللي راح تمر علي اني اطلع لجنوب افريقيا ! لا تخربينها علي تكفين !
ـ خلاص سافر !
ـ يااااا الله !!! لازم تقلبها زعل .. لازم !



أحب فيها غيرتها و خوفها علي .. و لكني أكره القرارات اللامنطقية التي تدفع البشر إلى الخطأ ..
يصعب النقاش مع [ يارا ] حينما يعميها الحب عن أي منطق أو قناعة ..
كم تمنيت أن يكون وداعي لها أجمل من هذا الوداع .. و أرق و أعذب ..
كنت أتوقع منها دفعة حب تقويني على الإخلاص لها و تشغل فكري بها حينما أغترب عنها ..
و لكنها ترفض إلا أن تتجادل معي .. لتصل إلى ما تريد .. حتى و إن كان ذلك على حساب ما أريد ..
أكره تسلطها علي ! فرجولتي لا تعني شيئاً حينما تكون كلمتي مجرد .. اقتراح !
فهي لا تثق بي ثقة تجعل من قراراتي منهجاً .. فهي في نظري الأصلح لعلاقتنا و مستقبلنا على المدى البعيد ..

كيف أحبها و هي تفرض حبها واجباً علي يجب تنفيذه ؟! فلا مجال للإبداع مع الفرض !
من أين يأتي الشوق و صوتها و رسائلها هي ديدني اليومي .. و دليل وجودي ؟!

في هذه الأيام .. أعلم يقيناً أن [ يارا ] تحبني أكثر من حبي لها ..
لا أعلم هل قل حبي لها ؟! .. أم زاد حبها لي ؟! و لكني أعلم أنها أكثر ..

فالعلاقات كالخيوط بين الأشخاص .. حينما يجذب طرف .. يرخي الطرف الآخر ..
و [ يارا ] ما زالت تجذب حتى أوشكت على الإفلات .. !
أكرهك يا [ يارا ] حينما تكوني هكذا .. تجبرينني على الهروب من حبك !


ـ " حبيبي آسفة .. ممكن أسمع صوتك ؟! "


و أنا أيضاً أحبك !
عذراً فأنا لا أكرهك ..
هكذا قلبي معها .. فهو في كرهها يمتلك ذاكرة [ قصيرة الأمد ] .. و يبرع في إيجاد الأعذار !

ـ هلا ؟
ـ حبيبي .. زعلان ؟!
ـ ايه .. راضيني .
ـ اممممممممم .. أغني لك ؟!
ـ قلت راضيني .. مو عاقبيني !
ـ و ربي كذاب .. مو زعلان .
ـ كذاب بعينك ! يالله باي .
ـ تعاااااااال !
ـ هاه .. تراضيني و الا كيف ؟!
ـ طيب وش يرضيك ؟!
ـ مدري ..
ـ خلاص بأغني لك .. لو سمحت .
ـ طيب .
ـ [ قوة قوة جبرونا نتفرق قوة قوة .. و انا ويا هم المحبة صرنا إلهم أحلى غنوة !!
أنا بديرة .. و اهوا بديرة .. قلبي بـ حيرة .. و هوا بحيرة ]



في كبد السماء كانت الطائرة .. تصافح الغيوم و تطل على الشمس بكل صراحة ..
عقل شارد .. و فكر متذبذب .. و أفكار متشابكة .. و علاقة حب غامضة ..
عصائر تُقَدّم .. و وجبات تؤخذ .. و موظفات يسعين لخدمة الركاب .. و ما زال الفكر متذبذباً !


على خلاف ما توقعت كانت جنوب أفريقا .. فهي أروع بكثير من تصوري المسبق عنها ..
ناطحات سحاب و مساحات خضراء و ملاعب و مستشفيات .. كأنها عينة من الدول الأوروبية المتقدمة .
قضيت فيها مع أبي قرابة الأسبوع .. لم أحضر فيها إلا اجتماعاً واحداً تضمن بعض المعجنات و المشروبات الروحية ..
التي حذرني أبي مراراً من شربها "خطأ ً" ..

كان معظم وقتي في الصالة الرياضية .. أمارس رياضة المشي و التفكير .. أو في السباحة و التفكير ..
أو على فراشي أقلب قنوات التلفاز و أفكر ..

كانت علاقتي بـ [ يارا ] هي فكرتي الوحيدة التي من أجلها قبلت الخروج إلى هذه الرحلة ..
كنت أحاول أن أستنبط الحقائق التي أخفاها قلبي عن عقلي بين الجمل و الحروف ..
و كيف استطاع قلبي أن يخفي هذا الكم الهائل من الأسئلة التي تخلو من إجابات مقنعة عن عقلي المسكين .. !

تلك الأنثى البريئة التي قبلت بحبها بكل ما فيني من ذرة هوى !
أحببتها لأعيش تجربة الحب .. متغاضياً عن كل ما ستخلفه هذه التجربة من حطام شخصيات .. و تدمير مستقبل ..
راضياً بتلك الشامة التي نمت على صفحة ماضينا بكل برود .. مقنعاً نفسي بأنها مجرد نقطة يصعب على الرائي إدراكها !
لأول مرة في حياتي يسوقني قلبي في اتخاذ قراراتي ..

تخيلت [ يارا ] و هي بين أحضان أمها بعد ولادتها ..
و نظرت إلى تباشير الفرحة على وجهها ـ أمها ـ .. أبوها يقف عند رأسها بكل فخر و اعتزاز ..
فها هي ابنته التي ستصبح يوماً أماً صالحة ترعى أبنائها و تربيهم على أسس سليمة ..
ها هي ابنته .. فلذة كبده التي سيكلؤها بعيناه التي سخرها من اجل راحتها ..
بنى عليها الآمال .. و رسم في باله ابتسامة تخرجها قبل حينه !


تخيلتها تلعب بكل براءة مع قريباتها .. تسرح و تمرح ..
فهم مصدر أفراحها .. و ملجؤها عند همومها ..

و أمها الحنون .. تطوقها بين ذراعيها حين حزنها .. و كأنها تحميها من غدر الزمان .. و غدري !
تفيض حناناً و رحمة و حباً .. حباً !
ليس كحبي لها .. بل أنقى و أرقى و أبقى .. و أصدق ..

تخيلت السنين العجاف التي مرت بها .. و كيف انكسر عود احتمالها .. و سيّرتها الظروف إليّ ..
أنا .. الشخص الذي رأيت بياض العالم في قلبي .. و صدق نواياي .. و حسن سريرتي ..
دنَتَ مني حينما أبعدوها .. و قرّبتها إليّ حينما ضعفتْ .. فأي حب هو هذا الذي استغل ضعف غيري فيه !


عدت بذاكرتي إلى الوراء كثيراً .. و تذكرتني يوم أن كنت ذلك الصبي الذي لا يعرف من الحب سوى اسمه ..
كم تمنيت أن أكون أحد أطراف قصة حب .. أعيش دور البطولة فيها .. و أتعدى بحبي الأساطير ..
حتى وصلت إلى مرحلة تمنيت ألا أعيشه .. !
كي أكون رجلاً بعزمي و إرادتي و صبري .. و أسمو بفكري و أهدافي عن توافه الأمور ..

كيف كانت و أصبحت حياتي .. أقل تنظيماً .. و مزيداً من الهموم و المشاكل ..
شعور بالقلق يلازمني .. و إحساس بالذنب يشرشر ما تبقى من ذرات الإحساس فيني !


تذكرت استغاثات عقلي قبل [ أحبك ] .. سألت نفسي :
" هل من مجال للعودة ؟! "
أردت البكاء .. دموع تجمعت على أطراف مقلتي لتشاهد منظر انكساري الذي لم تشهده قط .. !
أسرعت إلى الحمام .. و أغرقت وجهي في الماء حتى خالط الماء دمعي ..
















حبيبي

شعور غريب انتابني لحظة وداعك .. !
صوتك الدافئ يخيفني .. و حنانك المفاجئ يثير شكوكي ..
قسوتك .. ابتعادك عني ..

عد إلي .. و دع الماضي ..
و لنبدأ اليوم صفحة جديدة ..
نملؤها بحب جديد ..

رحلت و خلفت من خلفك حطام أنثى ..
تنتظر يدا حبيبها .. تصافح وجهها .. و تلملمها ..
أحبك .. أحبك !

هناك 13 تعليقًا:

  1. مالقيت تحكي عن الوداع إلا هالحين في هالخميس!!

    بس عجبتني زي باقي الأجزاء


    داااااااام قلمك وتفكيرك الـ(بطل)

    ردحذف
  2. اهلين noaa ..

    المعذرة اذا كانت التوقيت ازعجك ..
    بس ما أصدتش ..

    شاكر لك تعليقك .. يا هلا ..

    ردحذف
  3. أحب حب يارا فحبها وغيرتها يدلان عن عشق ووله لاحدود لهما.. نجلاء

    ردحذف
  4. ـ فراس تكفى تكفى تكفى .. طلبتك لا تسافر ! خلك معي أحتاجك ! < ماتلاحظ إن إسم فراس دخيل على هالجملة ؟
    طبعاً السطر موجود بالجزء هذا اللي هو السادس , وبالسطر 46 :)
    *فقط للتنويه*

    ردحذف
  5. وكأنها مسلسل وهالجزء هو الحلقه اللي تصيح العالم :(
    بس صح على عزيز .. صح عليه يفكر كذا

    سارة..

    ردحذف
  6. روعه جميل فصل مؤثر. اسؤ من شعور الانفصال..

    ردحذف
  7. اجل كلام محمد جدا اثر فيه صار يفكر بطريقة تانية مو زي اول دحين شعروه بذنب راح يكون من نتائج دا الشعور راح يبعد وينسها ويعترف ان الي سواه غلط!!!!!!!!!!!!!!!.   .................Roody.....

    ردحذف
  8. اصعب شعور ،،، لمن يتصارع القلب والعقل في وقت يكون القلب ضعيف والعقل مشتت..
    هل فعلا احبك!!
    Kaki

    ردحذف
  9. مررره عزيز مكبر الموضوع وشدخله بأمها واحضانها ... مدري كيف بس يحسس انه سبب الجرم .. ترا هي بعد جزء كبير .. زبده الكلام الشخص عزيز هنا متحامل على نفسه و يحس بذنب هو كان سبب وليس اساس فيه وشكرا

    ردحذف
  10. بكل بساطة .. حبييييييييييييت من قلب ♥♡

    ردحذف
  11. مخيف.
    حبيت الجزء هذا.

    ردحذف
  12. فراس كتاباتك عظيمة وكل مرة احس انك كاتب رائع

    ردحذف
  13. ابكي ولا ابكي T-T كل ما اقرا احس اكثر و اكثر انو القصه حقيقيه في شيء يقلي كذا و كمان كيف ما تسمي حب في اكثر صفاء من هذا الحب T-T ♥♥♥

    ردحذف

أشكر لك اهتمامك و تعليقك