2009/05/12

ليست مجرد .. [ دمعة ]






[ لماذا لا يبكي الرجل ؟! ] .. السؤال الذي يثير حس الفضول لدى النساء ..
و يتهرب من الإجابة عليه الغالبية من الرجال ..

فبالرغم من معرفتنا نحن " الشنبات " لمدى أهمية الدموع التي من خلالها تُطرح الإفرازات السامة خارج
الجسم .. لكيلا تتراكم محدثة اضطرابات داخل جسم الإنسان تؤدي إلى مرضه .. إلا أننا نتمنعن عن " الصياح "

الظروف التي تجبر الأنثى على البكاء هي ذاتها الظروف التي تمر بالرجل .. و المشاعر هي ذات المشاعر ..
و الرغبة في البكاء تتربع داخل كل رجل .. و لكنه يأبى الرضوخ لها .. و تختلف الأسباب و الهدف واحد !

في النقاشات الكثيرة التي يقارن من خلالها الفروقات بين الرجل و المرأة .. و ما يميز هذا عن ذاك .. و كيف
لو كنت من الجنس الآخر ما سأفعله و ما لن أفعله .. تصرخ إحداهن قائلة : [ حظكم تسوقون .. ! ] ..
لأصرخ من أعماق أعماقي متمنياً امتلاك الشجاعة الكافية التي تعينني على البوح باعتراف يقول : [ حظكم تبكون .. ! ]

نعم .. أتمنى البكاء و لكني رجل .. أتمنى البكاء و لكني أخاف تبعات الدمعة .. فهي ليست مجرد .. [ دمعة ! ]

حينما يجن الليل .. و ينزف القلب دماً و حزناً .. حينما تعصف بأضلعي عواصف الأحزان .. و تتحشرج الدموع
غصة في حلقي .. حينما أبصر بريقها على سفوح عيني .. أرفع رأسي عالياً إلى السماء متمنياً من الله مزيداً
من القوة و الثبات .. راجياً ـ سبحانه ـ بأن يأذن لهذه الأرض فتنشق لتبتلعني بأحزاني .. و تبتلع معي ضعفي !

في أحايين كثيرة .. و عند مشاهدتي لبعض الأفلام " الرومانسية " تخنقني العبرة في النهايات .. و أشعر بهدير
موج الحنان يجتاحني لأتمنى حضناً أرتمي فيه باكياً .. و لكني لا أجد .. و لو وجدت لما استطعت .. و لو استطعت لما فعلت !

في تفاصيل الروايات الحزينة .. في لحظات الفراق .. تغلبني المشاعر و تستعطفني الأحاسيس لتستميلني للبكاء ..
أغلق الرواية لأنصرف إلى أي شاغل يشغلني عن البكاء .. فما الرجل بالبكّاء أو النيّاح ! أو كما أعتقد ..

عندما تنظر المرأة إلى عيون الرجل باحثة عن إجابات لتساؤلاتها .. تعجز عن إدراكها .. و لكني أقول ..
لا يبك الرجل من أجلك أيتها المرأة .. فمن جوانب التضحية لدى الرجال تخليهم عن هذه الخاصية لكم .. فهم
الأحضان التي تلمكم ساعات الحزن .. و هم الأجساد التي تصد عنكم قهر الدهور و الأزمنة ..

قال اللورد بايرون : " أروع ابتسامة وراء الغيوم .. ابتسامة تشق طريقها بين دموع المرأة."


تكون الأنثى في قمة قوتها عندما تصل أدنى مراحل ضعفها بدموعها .. فهي من خلالها تستطيع اقتحام حصون
قلب الرجل بأريحية تامة .. فدموع المرأة هي صورة يستشف من خلالها الرجل أن هناك خلل لا يمكن أن يصلحه غيره ..
لذلك ارتبط هذا المعنى لدى غالبية الرجال .. أن المرأة لا تبكي إلا لضعفها .. و نسوا أن البكاء قد يكون تغنجاً
أو خوفاً أو حزناً أو فرحاً .. نسيناها ، تناسيناها .. الأكيد أننا بتنا نخشى هذه الدموع فامتنعناها ..

لا يبك الرجل لاعتقاده بأن الدموع دليلاً للضعف " زي ما أعتقد أنا بعد " .. و العجز عن حل المشاكل ..
لا يبك الرجل لاعتقاده الداخلي بأن الدموع هي خاصية تتفرد بها النساء ..
لا يبك الرجل كما تبك المرأة لأنه لا يمتلك نفس الكمية من [ هرمون البرولكتين ] التي تمتلكها المرأة ..

لا يبك الرجل لوجود ترسبات فكرية خاطئة .. و اعتقادات و مبادئ تفرض عليه هذا الاعتقاد ..
لا يبك الرجل .. و لا أبك أنا ـ بالرغم من معرفتي لأهمية الدموع ـ لأني ما زلت أردد :



ليست مجرد .. دمعة !

هناك 4 تعليقات:

  1. لو كان الرجال يبكون على كل صغيره وكبيرة ..

    لفسرت النساء اكمامهن .. ليقمن مكان الرجال ..


    فطرة كونية .. تكمل بها الحياة ..


    رائع :)

    ردحذف
    الردود
    1. من الجميل جدااا ان يبكي الرجل ويعبر عن مشاعره
      فالرجل كميه من المشاعر والاحاسيس ..
      فلماذا الكتمان .. والالم المستمر ..
      البكاء له مفعول عجيب في ازاحه كل مايرهقك ويألمك ...
      لكن مع نزول اول دمعه ستزول كل التسربات الفكريه الخاطئه
      فأطلق العنان لدموعك حتى وان كانت ... ليست مجرد دمعه!!

      حذف
    2. اخ احمد عذرا لم يكن كلامي موجه لك بالتحديد ...


      لكن بما انك رجل فمن الجميل ان تعلم وجه نظر الفتاه ..

      حذف
  2. من الجميل جدااا ان يبكي الرجل ويعبر عن مشاعره
    فالرجل كميه من المشاعر والاحاسيس ..
    فلماذا الكتمان .. والالم المستمر ..
    البكاء له مفعول عجيب في ازاحه كل مايرهقك ويألمك ...
    لكن مع نزول اول دمعه ستزول كل التسربات الفكريه الخاطئه
    فأطلق العنان لدموعك حتى وان كانت ... ليست مجرد دمعه!!

    ردحذف

أشكر لك اهتمامك و تعليقك