2009/05/16

سأكذب من أجلك .. = )











و أنا " أتمغط " على فراشي مستيقظاً تذكرت التحدي الذي أقمته على نفسي : [ يوم كامل من غير كذب ! ]
نوع جديد من التحديات .. مشروع أستخلص منه نتائج التجارب التي ستحدث .. و نوعية المشاعر التي
ستتولد من خلالها ..
كان يوماً سيئاً للغاية لبداية مثل هذا المشروع .. و ما بين إقناع عقلي عن تسويف هذا المشروع إلى يوم آخر ..
و رضوخي لرغبته الجامحة في الشروع فيه عاجلاً غير آجل ..

تحت قطرات ماء " الدوش " التي تلعب بشعري .. تربّت على كتفيّ بحنيّة خاوية من المشاعر محاولة
إيقاظي من بقايا النوم العالق في أجفاني .. ماء فاتر ينساب على جسدي المرهق ليعيد إليه النشاط و الحيوية ..
شعور رائع و نقي .. لا يضاهي نقاوته و روعته إلا وجه نصفي الثاني ـ زوجتي ـ ..

رائحة الإفطار المنبعثة من الدور الأرضي تجبرني على الإسراع في إكمال " دوشي " و الترمّل في مشيتي
لأسكت جوع بطني ببعض لقيمات أعدتها زوجتي .. " شاهي نعناع " و " نواشف " هو فطوري من تلك اليدين
الملائكيتين ..

[ كيف النومة ؟! ] سألتها بابتسامة صباحية رقيقة .. [ والله حلوة ، و انت ؟! ] سألتني و الخجل
قد لوّن بعض تلوين على وجنتيها .. [ اممممممممممم حلوة !] .. [ و ليه الـ امممممممممممممممممم ؟! ] ..
ارتشفت ما تبقى في " بيالتي " من شاي و أخذت أقطع خبزتي بشكل دائري و أنا أقول : [ بصراحة ..
حلمت اني كنت مع وحدة غيرك ! ]
.. سكتت قليلاً و قد تغيرت ملامح وجهها .. حاولتْ إخفاء غيرتها و
حسرتها و ألمها ثم قالت : [ عادي .. راس ماله حلم ! ] .. ثم أكملنا إفطارنا بابتسامات مصطنعة واضحة ..

توجهت بسيارتي إلى مقر عملي بعد توديعها و كلي تفكير في أول مواقف هذه التجربة الصعبة .. لماذا لم
أسكت عند [ حلوة ] .. هل كان من الضروري بوحي لها بحلمي ! نعم هذه هي الصراحة و هذا هو الصدق
و لو كنت أحبها حقاً لما ترددت في البوح لها بخوافي أموري التي لم أتعمد حدوثها !
تأكلني الحسرة حينما أتذكر تقاسيم وجهها و هي تحاول امتصاص غيرتها الطاغية في عينيها .. لم تستلزمها
تلك القطعة الصغيرة من الجبنة كل ذلك الشاي لتتمكن من بلعها ! أكانت حقاً تفكر بتلك العابرة في منامي ؟! قد كان
مناماً فقط .. فلم التضخيم في المسائل من الغير الحاجة لذلك ؟! و لو أني " أكلت كبر راسي " و لم أخبرها
لكان صباحاً كغيره من الصباحات الجميلة مع زوجتي .. " يآآآه " كم أتمنى العودة و الاعتذار لها ..
هل كان تصرفي ينم عن أنانينة مني ؟! أكنت أبحث عن الراحة .. راحة عدم كتم خبر يضايقني .. ضارباً
بأحاسيسها عرض الحائط ؟! ألم يكفيني خطأ حلمي .. كي أزيد خطأي بمشاركتها به ؟! و كأني بذلك مفتخراً .. !
" لييييييييييه !! " صرخت و أنا أضرب بيدي على " طبلون " السيارة ..


بعد طلب الإذن من مديري بعدم مباشرة العمل لهذا اليوم .. عدت إلى المنزل : [ تدرين .. قررت اخلي هاليوم
لك انتي بس .. وش تبين نسوي ؟! ]
و أنا أبتسم ابتسامة أسف و حب و اعتذار .. بفرحة تغمرها و بحركات
طفولية بدأت تسرد علي مشاويرها ..
[ المطعم اليوم على ذوقك ] .. [ اممممممممممم أحب الأكلات الصينية .. و بما اننا كلنا نحبها خل نروح لها ] ..
يا الله ! كأن الأحداث تعلم بأن هذا هو يوم المشروع حتى تكالبت علي ! [ تبين الصراحة .. ما أحب الأكل
الصيني .. أكلهم حالي .. و غالبيته بحري .. و أنا ما أحب البحري ]
.. كأني بها تقول : [ و يقول اليوم
يومي .. ! ]
.. بعد أخذ و رد في اختيار المطعم اتفقنا أخيراً على مطعم أحبه ! لا أدري .. هل كانت تجاملني
في إعجابها بنوعية الطعام التي أحبها أم لا ؟! و لكن الذي أعلمه أن مزيج من السعادة و الندم يعتصران قلبي ..
سعيد بها تحب ما أحب .. و نادم على صراحتي التي آلت إلى الوقاحة ! .. بعد تناول وجبة الغداء .. عدنا إلى
المنزل لنتابع برنامجها المفضل .. التي طالما اعتقدتْ أني أشاركها نفس الاهتمام و الحماسة .. اعتذرت لها
عن متابعة البرنامج معها متعذراً بالنوم حتى لا أزيد جرعة الوقاحة بـ : [ ما يعجبني البرنامج ! ] .. و نمت ..

بعد أدائي لصلاة المغرب في المسجد عدت إلى المنزل و إحساس غريب يدفعني عنه .. وجدتها منزوية بـ " جلال "
صلاتها على سجادتها تستغفر .. كأطهر ما تكون أوجه الملائكة .. و أنا ألعن نفسي أشد اللعنات لإشراكها
جبراً في مشروعي " الغبي ! " ..

التقطت كتاباً من مكتبتي بعد خلعي لثوبي ثم " انسدحت " على فراشي مكملاً من حيث توقفت .. بعد أداء
السنة .. سحبت الكتاب من يدي و قالت : [ تعال نسولف بالصالة ] .. أحب فيها هذه الاندفاعية .. هذه
الثقة التي لا تتزحزح في نفسها .. تحاملت على نفسي و أغلقت أنوار الغرفة ثم سرت على خطاها ..

في " الصالة " كانت تنظر إلي بابتسامة ساخرة قائلة : [ وش فيك اليوم ؟! أنا مضايقتك بشي ؟ ] .. هنا
تداعت كل حصوني .. قررت حينها إيقاف مشروع شرخ السعادة في قلبي زوجتي !

[ شوفي يا قمر .. أول شي أنا آسف على كل شي .. اللي صار اليوم كله كان اختبار لك .. أبشوف لوين
بتصبرين ؟! و متى تزعلين ؟! و لو زعلتي وش بتسوين ؟! ]
ثم أخذت في متابعة المبررات .. و ختمت كلامي
بتعبيري عن مدى حبي لها .. و كرهي لنفسي على ما فعلت ..

نعم .. كذبت عليها .. كذبت من أجلها .. فلن أصدق لأريح ضميري على حساب راحتها .. لن أخطئ في
حقها .. و لو أخطأت من غير قصد مني .. فلن أجرحها بمكاشفتها سري لها .. فهي لن تمتلك الدافع
لتعاتبني .. بل سيأكلها الألم و الحزن كما تأكل النار الهشيم .. سأخفي عنها كل التوافه التي ليس من ورائها
إلى " الشقى و البكا " !

هناك 5 تعليقات:

  1. يااااااااااااه يافراس ..

    والله جد حسيت ابي اتزوج P:

    الله يرزقك بالزوجه اللي تسعدك يارب :)

    جميل جدا يا جميل ..

    ردحذف
  2. خيالك الواسع يعجبني
    ربي يزوجك ع قد خيالك و أحلى حياه يَ رب
    : )

    ردحذف
  3. كلامك جميييل جداً وممتع وما قدرت اوقف ...
    صراحه يا حظ يالي راح تأخذك ...
    (شخص مثقف بمعنى الكلمه )

    ردحذف
  4. الله يسعدك و يرزقك بالزوجه الصالحه يا رب

    ردحذف

أشكر لك اهتمامك و تعليقك