2009/05/27

.. النصف الممتلئ ..








النصف الممتلئ .. هو نمط تفكيري يساعدك على النظر إلى الحياة من جوانبها المشرقة .. يعينك على التفكير
و التحليل بطريقة تفاؤلية .. على تمحيص الحقائق حتى تستخلص منها الإيجابيات و الحكم ..

النصف الممتلئ .. هو قرار تتخذه .. يجعل منك إنساناً أكثر حيوية .. أكثر رغبة في العطاء .. إنسان يصنع
من حجرات العثرة سلماً للصعود ..

النصف الممتلئ .. هو أسلوب فريد في اختيار السعادة عوضاً عن الشقاء .. بصفصفة الوقائع بشكل يساعدك
على إبصار مواقع الخطأ و تداركها بروح عالية و أسلوب راق ..


يقال كثيراً : [ حياتك تعيشها بمعتقداتك ] .. فلم لا نجعل معتقداتنا أكثر تفاؤلاً ؟!
يقال أيضاً : [ الرغبة الشديدة و الإصرار يولدان النجاح ] .. فلماذا نضع دوماً حدوداً للمستحيل ؟!


يقول الدكتور مريد الكلاب : يقول أستاذي عبد الرحمن الذي يدرس في إحدى الدول الغربية :
" توضأت يوماً لصلاة الفجر بماء قارس البرودة .. و عند انتهائي توجهت إلى زاوية في شقتي
اعتدت الصلاة فيها .. و لشدة البرد أخذت أقرب المدفأة مني حتى كدت ألصقها بي .. كبّرت للصلاة ..
أثناء الصلاة وسوس لي الشيطان أن المدفأة ستحرق رجلي .. حاولت الابتعاد عنها و لكن الجدار عن يساري
و من أمامي ! .. قررت إتمام الصلاة سريعاً خوفاً على نفسي من المدفأة .. بحمد الله أتممت الصلاة قبيل
الوقت الذي كادت المدفأة أن تحرق فيها قدمي .. و عند انتهائي و قبل محاولتي إبعاد المدفأة عني ..
اكتشفت أن المدفأة لم تشغّل بعد !!


التفكير الإيجابي ليس مجرد اختيار تستطيع تجاوزه .. فأهميته تتضح بتحديد نوعية الحياة التي أنت مقبل
العيش فيها .. التفكير بإيجابية يدفعك إلى الثقة بنفسك .. فكيف ينتظر ثقة الآخرين من لا يثق بنفسه !


في إحدى " كشتاتي " مع أصدقاء الجامعة .. كنا نجلس مع بعضنا في تحد حول إصابة إحدى المعلبات
الغازية .. كان الهدف بعيداً و الحجارة صغيرة .. لم نستطيع إصابة الهدف في بادئ الأمر .. البعض
منا ملّ المحاولة و تراجع .. و بدأ يسخر من البقية .. البعض الآخر بعد سمعاه لسخرية الذين ملّوا
استسلم و تراجع .. كان معنا أحد الأصدقاء الذي يتصف بالعناد ـ كما كنا نقول ! ـ .. لم
ييأس
.. بل استمر محاولاً فترة ليست بالقصيرة .. و أخيراً أصاب الهدف .. فرحتي بإصابته للهدف
كانت أكبر من فرحته .. جلست أرقبه و هو يسخر من الذين سخروا منه قبل ذلك .. و الجميع في حالة
ذهول لأننا اقتنعنا مسبقاً أن إصابة الهدف كانت مستحيلة !


للقمر وجهان .. وجه مضيء و آخر مظلم .. و زاوية وقوفك له تحدد رؤيتك ..

يقول ديفيد فيسكوت : " يجب أن تبدأ في أن تفكر في نفسك كأنك قد أصبحت الشخص الذي تريد أن تكونه "


يقول الدكتور مريد الكلاب أيضاً : في أحد الأيام الجامعية و في إحدى الدول الغربية .. و في محاضرة من المحاضرات
دخل علينا الدكتور بابتسامة تعلو محياه .. و قبل أن ينطق بأي كلمة أخذ الطبشورة و كتب على السبورة
إحدى المعادلات الرياضية .. ثم التفت علينا و قال : هذه المعادلة هي إحدى المعادلات الرياضية التي عجز
عن حلها عباقرة التخصص .. لن تكون لدينا محاضرة في هذا اليوم .. و سيكون عوضاً عنها هي محاولاتكم
لحلها .. يقول ، بدأنا جميعاً في محاولة حل المعادلة .. و في كل مرة يتوصل أحدنا إلى حل كنا نرقب ردة فعل
الدكتور .. و لكن في كل مرة تكون الإجابة خاطئة .. و يرجع الدكتور فيقول ضاحكاً : معادلة مستحيلة الحل !
مرّت الساعة بسرعة و انقضت ما بين كرّ و فر .. و عدم جدوى ! .. خرج الدكتور و بدأنا نجمع كتبنا للخروج ..
أثناء ذلك .. استيقظ أحد الطلبة النائمين وقت المحاضرة و رأى المعادلة مكتوبة على السبورة .. كتبها في
دفتره معتقداً بأنها واجب كلفنا الدكتور به .. يقول ، عاد الطالب إلى منزله و بدأ في حل المعادلة معتمداً على
نفسه و مستعيناً بالكتب حينما تستدعي الحاجة لذلك .. في اليوم التالي و في بداية المحاضرة توجه الطالب
مسلماً الواجب إلى الدكتور .. نظر إليه الدكتور و قال : أي واجب ؟! قال : المعادلة التي كتبتها على السبورة !
ضحك الدكتور و قال : تقصد المعادلة مستحيلة الحل ؟! و بدأ ينظر إلى الحل .. كان حل الطالب صحيحاً !!
لم يستطع الدكتور تصديق ذلك .. و عقد على إثرها اجتماعاً لقسم الرياضيات في الجامعة حضرها الطالب ..
و اتفق الجميع أن حل الطالب كان صحيحاً تماماً .. و مكافأة له .. تم تسمية القسم باسمه ..


لم يكن الطالب أذكى من بقية الطلبة .. و لكنه كان الوحيد الذي لم يستمع للإيحاءات السلبية ..


أتذكر دائماً المقولة التي تقول : " إذا سقطت أحياناً ـ و كلنا يسقط ـ فقط تأكد من أن تسقط إلى الأمام "

الطموح و التفاؤل لا يعني أبداً ألا ننظر للأمور بواقعية .. حدد أهدافك و سر نحوها بكل عزيمة ..
و ضع في الحسبان عقبات ستواجهك .. و قد تفشل في تجاوزها في الوهلة الأولى .. و لكن
مع الإصرار تجتازها ..

في إحدى حصص الـ " Reading " كنا نقرأ موضوعاً عن أديسون .. مخترع الكهرباء .. عجبي لم
يكن في اختراعه لشيء غير متوقع فقط .. و إنما كان في نظرته الإيجابية للأمور ! .. يقول أبوه عنه :
كان ابني يمتلك معملاً منذ السنة السابعة من عمره .. التحق أديسون بإحدى المدارس و لكن مدرسه
ظن أنه طالب غبي لذلك ترك أديسون المدرسة .. أكملت أمه تعليمه القراءة حتى أجادها .. بعد ذلك
بدأ في تعليم نفسه .. كان أديسون يؤمن بأن التعليم في المدارس لا يحفز جانب الذكاء لدى الطالب ..
فالتلقين لا يولد إلا الغباء ! عندما بلغ أديسون الـ 12 من عمره كان قد أصبح شبه أصم .. كان يعتقد أن
السبب وراء ذلك يرجع إلى حادث .. و لكنه كان وراثياً من أبيه انتقل أيضاً إلى ابنه .. قال يوماً لمجموعة
من الصم : " إني أفضل صوت الهدوء أكثر بكثير من ثرثرة المزعجين " .. في أحد الأيام ، أنقذ أديسون
أحد الأطفال من الموت في إحدى السكك الحديدية .. لحسن حظه كان والد الطفل هو مدير السكك الحديدية ..
حيث عرض عليه تعليمه استخدام الـ "Telegraph " .. بعد أعوام استطاع أديسون أن يخترع اختراعاً ..
و لكن للأسف لم يلق القبول .. قال أديسون حينها : " تعلمت أن أخترع الأشياء التي يرغب الناس في شرائها فقط " ..
و في عام 1870 كان أديسون قد باع إحدى اختراعاته .. فقد توجه للمفاوضة على السعر الذي كان يتمنى
أن يكون 4000 دولار .. و حينما سئل عن السعر قال للعميل : " ادفع الثمن الذي تعتقد أنه يستحقه " ..
و قد حصل بذكائه على 40,000 دولار ! .. حينها استطاع أديسون أن يتفرغ كلياً لشغفه الحقيقي ( الاختراع ) ..
مع مرور الأيام .. استطاع أديسون أن يخترع المسجل .. ثم اخترع الكهرباء بعد 10,000 محاولة ! قال
حينها : " لم أفشل قط .. و لكني استطعت اكتشاف 10,000 محاولة خاطئة " ..

هكذا استطاع أديسون بنظرته الإيجابية من تغيير العالم !


يقول فيرجل : " بمقدوره أن يفعل كل شيء من يعتقد بقدرته على ذلك " .


ذهبت مع أصدقائي إلى إحدى الاستراحات .. كان أحد أصدقائي يتميز بالسباحة .. استطاع في ذلك
اليوم أن يقطع المسبح مرتين ذهاباً و عودة ! .. مع محاولاتنا اليائسة لم ننجح .. أتى أحد الأصدقاء
متأخراً لينظم إلينا .. و قبل أن يتكلم الجميع أخذته خارج المسبح و قلت له : " ترى فلان قطع المسبح
5 مرات .. و كلنا ما قدرنا نجيبه .. حاول تجيبه "
.. أخبرت الجميع بأنه جاهز للتحدي .. بدأ و لكن
للأسف لم يستطع قطعه 5 مرات .. و لكنه استطاع أن يقطعه مرتان ذهاباً و عودة ..

يقول جول هاويس : " إذا صوبت قوسك نحو الشمس ، فلن يرقى سهمك إليها ، غير أنه سيرتفع إلى
مكان لم يكن ليبلغه فيما لو صوبت على شيء في مستوى البصر " .


~.~.~.~.~.~.~



قالوا


يقول ديل كارنيجي : " عندما يعطينا القدر شيئاً ، يجب علينا التكيف معه و الاستفادة منه " .

تقول ماري كاي آش : " إذا كنت تعتقد أنك تستطيع ، فإنك تستطيع بالفعل . و إذا كنت تعتقد أنك
لا تستطيع ، فأنت محق " .

يقول ديل كارنيجي أيضاً : " لدينا جميعاً إمكانيات لا نعرف عنها شيئاً ، و بالتالي فنحن نستطيع
القيام بأشياء لم نكن حتى نحلم بقدرتنا على القيام بها " .

يقول تشارلز ديكنز : " فكر فيما لديك الآن من نعم ، لا في محن الماضي ، و ستجد أن نعم الحاضر
أكثر بكثير من محن الماضي " .

يقول بيل هافينز : " التفكير الإيجابي هو أن تتفاعل بإيجابية مع المواقف السلبية " .

يقول مايكل جوردن : " قبل أن تتمكن من القيام بالشيء , يجب أولاً أن تتوقع أنك قادر على القيام به " .

يقول جيمس أوبنهام : " الأحمق يبحث عن السعادة بعيداً ، أما العاقل فيزرعها تحت قدميه " .

" كثرة الضباب في الصباح الباكر لا تعني أن النهار سيكون ملبداً بالغيوم " .

قلت : " تعيش حياتك وفقاً لاختياراتك " .



~.~.~.~.~.~.~

هناك 9 تعليقات:

  1. اخي فراس،،،

    رحم الله من ربا فيك هذه الإيجابيه والتفاؤل النقي

    تدري أنك ومن يسعى بالتفاؤل كما تفعل تمثلون النصف الممتلئ للمجتمع

    go haed!!

    ردحذف
  2. اختي noaa ..

    حياك الله ..
    و الله يجزي من رباك خير الجزاء ..

    ردحذف
  3. السسسسسلآم عليكم
    مساء الخير اخي فراس ,,


    حقيقة مقال جميل للغاية ..

    كم احب هذه الكتابات التفاؤلية جدا ’’

    وكيف للحياة ان تستمر بدون شمعة التفاؤلــ !

    بآركـ الله فيما كتبت ,, لك شكري

    ودمت بأفضل حآلـ ,,

    ردحذف
  4. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..

    اهلا اهلا اختي روز ..

    يسعةني كثيرا ارتقاء قافي الى ذائقيتك ..

    اطلالة سريعة على مدونتك جعلتني اتحمس أكثر لزيارتها قريبا ..

    دعواتي الصادقة لك بالتوفيق ..

    ردحذف
  5. امممم ما كتبته فعلاً كلام راقي جداً
    راق لي ان تجد النصف الممتلئ,, ولربما كان ارقى من نصفي المفقود :)

    كتبت مقال عن نصف المجتمع المفقود
    اعترف .. كنت سلبيه بقدر ما كنت انت ايجابي :)

    لك تحياتي وسلاماتي الكثيراتي
    دمت ودامت مدونتك
    دلوشي

    اوبس:) وهذا لينك المقال >>هههه نسيته
    http://dalooshy.ektob.com/95312.html

    ردحذف
  6. اهلا دلوشي ..


    اعجبني اعترافك .. و هذا فقط يكفيني ..
    النظرة التفاؤلية اجمل بكثير من غيرها !

    = )


    قمت بزيارة مدونتك و قرأت [ نصف المجتمع المفقود ] .. و اعذريني يا أختي ..
    المرأة في أيامنا الحالية تتمتع بمساحة من الحرية تتسع لكل شي .. صالحاً كان أم طالحاً ..

    يمكن لأي أنثى و بكل بساطة أن تتخفى خلف أقنعة اليوزات لعرض ما تخشى خدش برواز أنوثتها به ..

    عجلة الحرية تسير نحو الإناث سيراً أبعدها عنا معشر الرجال !

    = (

    حياك أختي ..

    ردحذف
  7. تقول انت ان المرأه لديها مساحة حريه كبيره جداً والمشكله الاكبر هنا اذا كانت تعتقدان الحريه
    هي حرية الاباحيه في حياتها !! نعم

    للأسف تعلم الابناء ان لا قيود في حياتهم وانهم غير ملزمين بأحد سوا والديهم .. ولكن نسيَّ المجتمع ان يعلمهم حدود حرياتهم .

    وعجلة الحريه التي ذكرتها لا تتجه سوا من يطلبها
    ومن يطلبها فهو غير مقتنع و لديه قناعات واسس متأصله في نفسه وتفكيره عن مدى اهمية المرأه في المجتمع و حفظ الدين لها و كيف يحسدها مثيلتها في الغرب على كمية الدلال التي تأخذها من دينها ومجتمعها الذي بات يقدسها ..

    من الممكن مثلي ان تتجه اتجاهات اخرى من خلف النيك نيم و كتابة نوع و توجه آخر غير الذي اصبو اليه و تغيير مفاهيم واسس المجموعه البريديه التي بحوزتي الى مجموعة تشغل عقل وتفكير روادها من الجنسين من الفئه الشابه بتلك العلاقات التي من الممكن بكل سهوله ان يتجمعو لأجلها في هذا القروب .. ولكن الحمدلله ان تعرف قناعات وتفهم تفكيرك ولا تبيع عقلك .. هذا اهم نقاط كي تعيش انساناً سوياً لا تملك ما تخفيه ولا تدخل بمتاهات انت بغنى عنها.

    تكلم وتحدث دوماً بأيجابيه فـهذا ما اعتدت عليه بعيداً عن بعض المقالات اللاذعه التي تلسع من على راسه البطحه.

    شاكره لك .. متمنيه ان يكون نقاش مفيد نخرج منه بفكره واحده ان لم تكن افكاراً ..


    برايفت "ههههههههه احسك تقول هذي الظاهر فاهمه مدونتي غلط هههه تراها مو جريده خلاص ردي ولا عاد اشوفك توطوطين ههههه" P:

    ردحذف
  8. أبداً أبداً دلوشي .. خذي راحتك ..
    بس أنا أشوف انو النقاش انحنى منحنى يختلف تماماً عن أصل الموضوع ..


    و أحب أقول لك انو احدى مقالاتي القريبة راح تتكلم عن هالموضوع بالتحديد ..


    بس احب اعلق على نقطة لفتت انتباهي .. و هي بصراحة من النقاط المفرحة !

    ألاحظ انو الغالبية العظمى من المدونين و الزوار تفكيرهم ابداعي .. و يحبون يكون جزء من حل مشاكل المجتمع فضلاً عن الجلوس في دكة المشاكل ..

    زرت مدونات عديدة من ضمنها مدونتك .. و كانت غالبيتها لا تضع اصبعها على الخطأ و تخلي مسؤوليتها منه ..
    و انما تقوم بابراز الحلول ايضا .. و مد يد المساعدة قدر الامكان ..


    التوجه هذا مطلوب .. و الكوادر الشابة في هذه الايام هي من اصبحت لها اليد العليا في اغلب المواطن ..

    اشكر لك نقاشك .. و لا يردك الا كيبوردك ..

    ردحذف
  9. جميل رائع انت دائم متفائل الله يجعلك من اهل الجنه
    اللهم اجعلنا من اهل الجنه
    وانا دائم داعيتلك بتوفيق في حياتك وللمسلمين اجمع
    اختك في الله

    ردحذف

أشكر لك اهتمامك و تعليقك