2009/07/23

روزنامة آلم ـ الجزء التاسع


[ 9 ]





.~.~.~.~.~.~.



لا تحسب فراقك سهل ..
و ما أثر بحالي .. !
لا تحسب الدمعة تهل
منّي على الخالي ..
[ كان ] ودي أتحاشى .. وقلت :
" مابي أنفعل " !
لكن بلحظة وداعك ..
ما قدرت أنا أحتمل !!
قلت :
" لازم أتظاهر إني قدامه سعيدة "
لكن ايدي عاندتني ..
و ارجفت و هيا في ايده !!
خوّنَتَ فيّا ايديني ..
وكملتها دموع عيني ..
و فضحوني يا حبيبي ..
و بينوا .. ضعفي و حنيني .. !
حاولت أودعك و أنا مبتسمة ..
حاولت أبين [ ماني مهتمة ] ..
لحظة وداعك ..
مابي أعطيها اهتمام !
حاولت أودعك ..
واختصر حتى .. الكلام !
والصبر ضاع .. وتلاشى ..
و ما قدرت أنا اتحاشى !!

[ كان ] ودي أتحاشى ..
[ كان ] ودي أتحاشى ..
وقلت مابي أنفعل ..
لكن بلحظة وداعك ماقدرت أنا احتمل ..

آه يا حالي


كلمات : مجهول


.~.~.~.~.~.~.




.~.~.~.~.~.~.



ـ ..................
ـ .......
ـ .........
ـ ...............






.~.~.~.~.~.~.








أعيش حياتي بأجمل ما يكون العيش .. !
فقلبي الذي لم يقوَ ألم الفراق تحامل على نفسه حتى استطاع ..
و دمعي الذي أسرفت في اسباله على خدي جف و انقطع ..

حمدت الله كثيراً ـ حتى كلّ لساني و ما ملّ ـ أن جعلك أنت من بين كل الشباب حبيباً لي و ناصحاً ..
تعلمت منك في قربك الكثير .. و في بعدك تعلمت أكثر !

تجلى لدي مدى خوفك علي و حبك لي حينما آثرتني على هوى نفسك و أبعدتني عنك و أنت في لهفة إلى وصالي ..
كنت خصماً لنفسك و كنت خصماً معك عليك .. فتحملتني و أشحت بناظرك عني حتى ابتعدت ..

لم استطع في بادئ الأمر التخلص من عبق الذكرى الي تملؤ حياتي عرضاً و طولاً ..
فصورك التي نشرتها في حاسبي و جوالي كانت أكثر بكثير من أن تمسح ..
خفت العودة بعد التوبة إلى شاطئ الذكرى فلا أجدك .. و لا أجد أثراً أتصبر به !

خيل إليّ مراراً أن جدران غرفتي التي عاشت معي لحظات عشقك الماضي تنطق باسمك ..
حاولت الهروب من غرفتي إلى أي مكان آخر .. فوجدتك مستحوذاً على كل حياتي .. فلا مهرب منك أبداً !

بكيت و بكيت و بكيت .. حتى أصبح بكائي عادة يومية تخفف الحمل عني ..
كثيراً ما كنت ادخل رقم جوالك في جوالي و أحاول الاتصال بك .. و لكن شيء ما كان يمنعني !

كنت أخاف العودة إليك فتطردني !
خشيت أن تكون قد تجاوزت مرحلة فراقي فأجدد آلامك باتصالاتي .. فأجبرت نفسي على الرضوخ لقرارك من أجلك لا من أجلي !

بدت ملامح الوهن في جسمي مع الأيام .. و دب القلق في قلب أبي و أمي علي ..
فأصبحت زياراتي المتكررة إلى المستشفيات أمر طبيعي .. حتى حفظت الطاقم الطبي في كل مستشفى أزوره ..

جلب لي أبي القراء فما وجدوا لي دواءً ..
بكيت حينما خشيت أن أصرخ في وجهي أبي باسمك !

كانت حجرتي ملاذي الوحيد من الناس إليك .. تمسكت بك و بذكراك ..
لم أكن على استعداد للإفلات بعد !

فما كان فراقك بالأمر الهين .. و ما كان لذلك الموقف من موعد مناسب يخفف آلامه !
حاولت أن أجد طريقة أيسر و أرحم من طريقتك في الابتعاد عني فما وجدت !
فالصدمة التي عشتها .. و تدهور صحتي و حالتي النفسية أمر لا بد منه ..

علمت أن ذلك كله كان اقتلاعاً لجذورك المتأصلة في داخلي .. !
فصبرت حتى نلت ما أردت ..


بعد مكالمتك الأخيرة .. و وداعنا المقيت .. صرخت بأعلى صوتي و شرعت في بكاء طويل ..
هرع الجميع إلى غرفتي في هلع واضح .. و احتضنتني أمي إلى صدرها الحنون بكل قوة و هي تسميّ علي ..
و تبكي لبكائي .. و كأني طفلة صغيرة لا تعرف من وسائل مواجهة المشاكل إلى البكاء !

كان الليل يخيفني .. رغم سهري فيه و استذكار كل تفاصيلك .. و تحليل مواقف علاقتنا بكل هدوء و راحة ..
فلا شيء يستعجلني !
تذكرت هدوءك أثناء حديثي .. و استماعك لي بكل جوارحك لما أقول ..
كنت أشعر بابتسامتك الدافئة على خدي .. و شعاع من الأمان تبعثه أنفاسك إلي ..
كم كان سكوتك يريحني .. بالضبط كما كان صوتك يشعرني بالأمان ..

عشقت فيك كل شيء .. فأسلوبك في الترويح عن همومي أمر لا يمكن تناسينه !
كنت أتعجب من مقدرتك على إدخال السرور إلى قلبي بالرغم من كل الظروف .. !
تقلبات الحدة في صوتك و ارتخاء نبرتك عند حديثك معي في سكون الليل كانت لها المساحة العظمى من الاشتياق ..

ضحتك التي كانت تعطر مكالماتي معك كانت تعني لي الشيء الكثير ..
فهي إثبات منك لي بأني أسعدك كما تسعدني ..
تساءلت كثيراً .. ألم يعد في حاجة إلي كي يعود ؟!

انتظرتك ليال عدة عند جوالي .. فكنت أبعد من قربي لك .. و أقرب لبعدي منك لي ..

اشتقت لمفاجأتك لي بغنائك حتى و لو لم أطلب منك الغناء !
حديثك عن أمك كان يريحني حتى أطمأننت لك و وثقت فيك .. فقلبها الطاهر لا ينجب إلا مثله ..

عدت إلى رسائلك فقرأتها حتى حفظتها .. و إلى صورك التي استحوذت على أحلامي ..
حتى دخلت في تفاصيل شكلك .. و جسدك ..


الصبح يضايق خصوصيتي .. و يسعى بكل خبث لاستفزاز عواطفي ..
حتى أسدلت الستار على نوافذي فاختلط ليلي بصبحي ..

كم و كم حاولت أمي استدراج البوح من لساني فما استطاعت غير استخراج : [ ما فيني شي ] مني !
خجلت من نفسي و حزنت على حال أمي التي أثرت حالتي عليها ..
كانت رعايتها لي حين ابتعادك عني أصدق تعبير عن قدر المحبة التي تحمله في قلبها لي .. و خوفها علي ..

ففي إحدى الليالي التي اعتدت السهر فيها مع طيفك .. و خطوط الدمع تجري على خدي ..
و الغبطة تملؤ نفسي على أهلي الذين يغطون في سبات عميق من غير مشاكل أو هموم .. خرجت إلى غرفة المعيشة ..
فوجدت أمي ـ ذاك الملاك المسن ـ و هي تلبس ثوب الصلاة تقوم الليل رافعة أكفها إلى السماء و هي تبكي ..
تدعو الله بصوت منخفض أستطيع سماعه :

يا الله .. يا رحمن يا رحيم .. ارفع ما بيارا من هم و غم و حزن و ضيق ..
و أبدلها بأفراح و سعادة ..
و يسر أمورها .. و حقق آمالها .. و أكشف ما بها من ضر

عدت إلى غرفتي و غرست وجهي في وسادتي و شرعت في بكاء طويل !
فما زالت أمي تبكي لبكائي على كبر سني و سنها !
و ما زالت جفونها لا تذوق طعم النوم ما دام جفاني كذلك !

بكيت و بكيت .. حتى عاهدت ربي أن أتقوى و أنساك ..
سايرت أمي و جالستها و زيفت الابتسامة على محياي حتى ترتاح .. فارتاحت و ارتحت لراحتها ..

عدت ففعلت ما طلبت مني فعله .. مسحت صورك و رقم جوالك و بدلت رقم جوالي ..
استطعت إقناع أهلي بتغيير أثاث غرفتي لحاجتي النفسية الماسة لذلك .. فوافقت أمي و على إثرها وافق أبي ..

يوماً بعد يوم .. استطعت أن أجرد نفسي من بقايا الماضي .. لأعود أفضل مما كنت عليه ..
فأشكر الله على فضله .. و أشكرك أن كنت لي خير ناصح و حبيب !

أدعو الله من كل قلبي لك بالتوفيق في حياتك ..
و أن يجعل الله ما فعلته معي و من أجلي بداية لكل خير في حياتك ..
لن أنساك .. و سأذكرك بالخير دائماً


يارا

هناك 31 تعليقًا:

  1. خفت العودة بعد التوبة إلى شاطئ الذكرى فلا أجدك .. و لا أجد أثراً أتصبر به !
    احترت اي الجمل اختار لاخبرك بواقعيتها .. الجزء التاسع بالذات يمس اوتار القلب ..... تجبرنا على العيش داخل الروزنامه...
    مبدع ع ع ع ع ما شاء الله

    ردحذف
  2. ضاق صدري حتى لو أنها قصة

    ردحذف
  3. شكرا بكيت

    ردحذف
  4. حسيييت بألمها مع اني ماعشته .. اسلوبك مرا حلو حسيت بالشخصيات مرآ«فيف

    ردحذف
  5. اءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء قسم بالله أليييييمه والله خليتني أصيح

    ردحذف
  6. حاله يارا بعد الفراق ، والوصف الدقيق لها ، لا أعلم ما يجب أن أقول ، ولكن إنتقالي بين السطور كان صعب جداً فدموعي في هذا الجزء فاضت كثيراً ولم أستطع الحد منها ، ويااه يا روعه الأمهات وقلوبهن الطاهره !

    أفنان ..~

    ردحذف
  7. احس اني واحد من القصة
    حاليا استطيع ان اشعر بكل ما يشغر به كلا الطرفين

    ردحذف
  8. الغلط اللي اشوفوا ان احنا نربط سعدتنا بااشخاص معينين ومانفكر طيب ادا راحلوا او خانوا اوغابوا المهم ان لا تخلي الحزن يسيطر على ذاتك حب الجميع ولا تحصر حبك لشخص محدد الكل راحل وكمان لاتحكي قصتك لاخرين حتى مااتجعل نفسك مجرد اضحوكه ولا تجعل احد يدواي جرحك عشان مايضاغفوا استمتع بحياتك ردد في ذهنك انا سعيد واعرف ان الحياة ماراح تتوقف على اشياء خذلتنا فدائما يعوضنا الله بما هو افضل. مبدع فراس كالعادة. ...........Roody ......

    ردحذف
  9. وبكينآ ..

    ردحذف
  10. آليمممممممه

    ردحذف
  11. قلب الصغير لايتحمل،،،،
    الضربة الي ماتقتلك تقويك ذي خلاصة الصراع
    Kaki

    ردحذف
  12. كانت اجمل قصه
    اميرة الشوق

    ردحذف
  13. أبدعت
    كأنك تقص قصتي يالله من زمان مابكيت هالبكي ومن زمان ماصرخت ببكيتي مثل اليوم هالجزء بالذات كانه طالع من قلبي الله يسلمك خيو

    ردحذف
  14. لو دموعي تتصف وتكون كلمات تووصف مدى تأثري بهالجزء
    :'( ياخي مبدع ربي يحفظظظظك !

    ردحذف
  15. اشعر و كأني سأبكي لولا ان اخواتي نائمون بجانبي فأخشى ايقاضهن XD
    - تضارب مشاعر -

    فراس .. شكرا لك
    احدَثت تغيييرا داخلي

    ردحذف
  16. ايش هذاآ النهايه مره سيئه ، واللي قاهرني امثر ان مو مبرر بالروايه ليه غزيز ما يقحخر يخطب يارا ،،ليه وش ناقصه عزيز ؟! جد مو فاهمه هالنقطه

    ردحذف
  17. تجبرنا الحياة الى ترك اشخاص كانوا يملكون قلوبنا وحبهم مﻷ حياتنا لون وطعم. ......ليس هنا هو الصعب....الاصعب هو مرورنا بي تلك الاماكن والأركان التي جمعت ضحكاتنا و شعورنا.... شعورنا بان الكون ﻻيسع فرحتنا في تلك اللحظة ...شعورنا باننا نملك العالم .. لا اعلم هل كان اخذ قرار فراقك اضاف السعادة الى قلوبنا ام اننا نتوهم النسيان. .. نحن بشر لانعرف للحب مكان أو زمان او عمر ...وان عشقنا لن نعشق بعده احد بمثل عشقنا له ... (وما الحب الا للحبيب الاولي) ... ﻻ مست كلماتك مشاعري ..نعم انتصار العقل دايما هو الانتصار السليم لنكمل حياتنا بكل عزيما وقوة وصفاء ذهن .... اشكرك جدا على الرواية الاكثر من رائعه ....تحياتي

    ردحذف
  18. شكراً بالفعل بكيت

    ردحذف
  19. الغريب ف القصة ان اسلوب يارا اسلوب بنت بحت كيف قدرت ترسم هالشخصيه ماشاءالله عليك وانا اقراء احس مو فراس الي كاتبها من جمال الاسلوب استمرر


    ردحذف
  20. الغريب ف القصة ان اسلوب يارا اسلوب بنت بحت كيف قدرت ترسم هالشخصيه ماشاءالله عليك وانا اقراء احس مو فراس الي كاتبها من جمال الاسلوب استمرر


    ردحذف
  21. ماشاءالله كلمات ولا اروع .. بجد تخلي الواحد غصب يعيش القصة ...
    سلمت انامل خطت هذه الكلمات ..
    Faroooha_99

    ردحذف
  22. ذا الطفلة العفيفة.
    سطور جميلة. تسلم.

    ردحذف
  23. ابكيتتتتتني 💔💔💔💔💔💔💔

    قوتك في التعبير والشرح عميقه لدرجة لمست اوتار القلب الصامته

    ردحذف
  24. 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
  25. جدا حقير واناني عزيز بالي سواه ب يارا جدا حقيره التجربه وهي غبيه بقبولها لشروطه من الاول هكذا هم الشرقيون يتزوجون حبيبات غيرهم !!

    ردحذف
  26. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  27. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  28. وربي بكييييييييييت ﻷنها تشبهني كثيرررر

    ردحذف
  29. كيف استطعت التحدث على لسان أنثى بهذا الإحساس !!

    ردحذف
  30. ماأروع هذه الجزئية فهي مليئة بالدعاء والبكاء لله ففيها تتخلص مدى إخلاص يارا وعبد العزيز لله فقط فعلو ذلك من أجل ربهم

    ردحذف

أشكر لك اهتمامك و تعليقك