2009/07/19

حظ ؟






لأني شخل ملول .. خرجت إلى إحدى الحدائق القريبة من سكني ..
و على الأرجوحة الأخيرة تأرجحت بلا مبالة أنظر إلى خطوط السحاب من فوقي
أبحث عن موضوع أفكر فيه .. و ما أصعب من أن تفكر في شيء تفكر فيه !

أطفال يصنعون قلاعاً من الرمل .. حسناً ، ليست سوى أكوام رمل يسمونها قلاع ..
و بعض نسوة يجلسن بمرقبة منهم .. إحداهن تقرأ كتاباً .. و أخرى تبتسم ببلاهة !
و صراخ طفلة .. و هروب طفل .. و ضحك .. و نسمة هواء أجمل مني ..

جذبني حوار بريء لطفلين لا أعلم سوى أن أحدهم حنطي اللون و الآخر أبيض منه بشرة ..
و بقليل من " اللقافة ” و كثير من " الفضاوة " استمعت لحديثهما ..

تعجبت كثيراً من تلك النقطة الصغيرة التي أثارها الطفل الحنطي ..
رغم بساطتها .. إلا أنها ظلت تعتكف خلفها جموع من المعاني التي تستحيل من غيرها ..

حال النسيم بيني و بين مقاطع من الحديث .. حديث لا زلت أذكر بعضه ..
و أستبعد نسيناه ..

[ حظ ؟! ] .. بكل ما أوتي من براءة الطفولة يسأل صديقه الأبيض ..
[ أمي تقول أنه لا يوجد شيء يسمى حظ ] ..

أرى شفاه صديقه تتحرك و لكن الهواء يصرخ في أذني بكل " مصالة ” !
أترجح بشكل أقوى لأقترب منهم .. فأسمع ..

[ و لكننا في ديننا نؤمن بأن كل شيء مكتوب .. و أن الخير يأتي من فضل الله
و بركته ]
..

هنا .. توقفت عن الاستماع .. عدت إلى خيوط السحاب أفكر ..
شعور مؤلم يعتصر قلبي .. و مرارة تترقرق في جوفي فلا تتوقف !

[ محظوظ ] كلمة لطالم نعتني بها أصدقائي .. و بابتسامة رضى يكون ردي ..
لماذا أشعر أني أجحفت في حق الله ؟! هل حقاً نسبت الفضل لغيره ؟!

اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضى ..

أرجوحة تتأرجح وحدها .. و شبح رجل يخرج من الحديقة ..

هناك 8 تعليقات:

  1. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

    تعجبني الخواطر المختصره اللي زي كذا

    فيه كم حركه جديده وحلوه في هالمقال

    مثلا :

    (حسنا .. ليست سوى اكوام رمل يسمونها قلاع)

    وايضا :

    (ونسمة هواء اجمل مني )

    ولكن اعتقد ان الروعة كانت مجتمعه في :

    (ارجوحة تتارجح وحدها .. وشبح رجل يخرج من الحديقه )

    سلمت كل اقلامك

    ابويارا

    ردحذف
  2. اهلين بأبو يارا ..

    يا حي الله الغالي ..
    اشكر لك تعقيبك و مرورك ..

    بانتظار صور يارا ..

    ردحذف
  3. الخـآطره روعه روعه ..

    سؤوآل غبي شوي
    أنت مصور المرجيحه ل5 ؟

    ردحذف
  4. يا هلا والله بالاستاذه no comment ..
    يالله من قدك .. و صرتي استاذه ! ل٣٨


    الله يسلمك و هذا من ذوقك .. مع انها مجرد مقالة ..
    بس نقول خاطره .. ليش لا ..

    بالنسبة للصورة ..
    تم زرفها من العم قوقل ..

    ردحذف
  5. رائعه جدا

    مقالاتك تبكي وبنفس الوقت تضحك

    اسلوبك في الكتابه جدا رائع

    شدتني هالمقاله
    فعلا كثير نؤمن بالحظ وننسى انه كل شي مكتوب


    استماعك لحديث الطفلين مدخل رائع للموضوع

    اعجبني وصف شعورك
    ((هنا .. توقفت عن الاستماع .. عدت إلى خيوط السحاب أفكر ..
    شعور مؤلم يعتصر قلبي .. و مرارة تترقرق في جوفي فلا تتوقف !))

    فعلا وصل لي كا قارء واثر فيني

    والنهايه اكثر من رائعه .

    ردحذف
  6. kawai ..

    أهلاً أهلاً أختي ..
    حياك الله ..

    شعور جميل حينما تتفكر في هذه الأمور البسيطة التي نغفل عنها ..
    عن فضل الشكر .. كما قال ربنا في الحديث القدسي:
    " أنا و الإنس و الجن في شأن عظيم! أخلق و يعبد غيري! أرزق و يشكر سواي! خيري إلى العباد نازل و شرهم إلي صاعد!
    أتودد إليهم برحمتي و أنا الغني عنهم و يتبغضون إلي بالمعاصي و هم أحوج ما يكونون إلي! " الحديث فيه ضعف و لكن يصح الاستدلال به في المواعظ

    زيارة ميمونه اختي ..

    حياك

    ردحذف
  7. گلمات خُطتّ ب وقعٍ جمييل ، خاطرة تُلامس الفؤاد ،
    استمر نتطلع للمزيد ، گن ع ثقة بقلمك حتى تِبدع ..

    ردحذف

أشكر لك اهتمامك و تعليقك